أبرز الوزير المنتدب المكلّف بالشؤون المغاربية والإفريقية السيد عبد القادر مساهل أمس بنواقشوط بموريتانيا أهمية إعطاء ديناميكية جديدة لعلاقات التعاون بين الجزائر وموريتانيا. وأوضح السيد مساهل في خطاب ألقاه بمناسبة افتتاح أشغال الدورة ال9 للجنة المتابعة الجزائرية الموريتانية أنّ هذا الاجتماع "سيكون فرصة لإعطاء ديناميكية جديدة للعلاقات الثنائية وإعادة تحريك آليات التعاون في جميع الميادين تمهيدا لعقد الدورة القادمة للجنة المشتركة الكبرى بنواقشوط تحت رئاسة الوزيرين الأولين للبلدين في أحسن الظروف. كما أكّد الوزير بمناسبة هذه الدورة -التي ترأسها مناصفة مع الوزير المنتدب لدى الوزير الأول المكلّف بالشؤون المغاربية السيد أكبرو ولد محمد- حرص البلدين على بناء علاقات تعاون متينة ومثمرة خدمة للشعبين الشقيقين، وذلك في ظل توجيهات قائدي البلدين الرئيسين عبد العزيز بوتفليقة ومحمد ولد عبد العزيز. وفي سياق متصل أشار السيد مساهل إلى أنّه سيتم خلال هذه الدورة إجراء تقييم شامل وموضوعي لحصيلة التعاون بين البلدين في كافة المجالات وبعث التوصيات والمشاريع والبرامج التنفيذية التي أقرّتها اللّجنة المشتركة في دورتها الأخيرة المنعقدة بالجزائر في جوان 2008، وكذا العمل على تذليل الصعوبات التي تعترض بعض القطاعات في تحقيق أهدافها. كما استعرض الوزير في كلمته بعض قطاعات التعاون الهامة بين البلدين، مشيرا إلى أنّ الطرفين مدعوان إلى إيجاد الحلول المناسبة لوضعية الشركات المشتركة "نافتاك" و"سوماغاز" اللتان كانتا محل مناقشة خلال الدورة ال16 للجنة المشتركة الأخيرة وذلك صونا لمصالح القطاعين. أمّا في المجال التجاري فإنّ حجم المبادلات التجارية بين البلدين -يضيف الوزير- لا يزال ضعيفا ولايرقى إلى الإمكانيات المتوفرة في البلدين، مشيرا إلى أنّ الإحصائيات الخاصة بسنة 2008 تبيّن أنّ "الحجم لا يتعدى 13 مليون دولار ممّا يستدعي تكثيف اللّقاءات بين المتعاملين الاقتصاديين ورجال الأعمال والمستثمرين في البلدين. وفي قطاع الأشغال العمومية أكّد السيد مساهل أنّ تجسيد الطريق البري بين تندوف وشوم يعدّ ضرورة حيوية وسيمكّن البلدين من تنشيط المبادلات التجارية بينهما وزيادة حجمها. وأعرب الوزير عن يقينه بأنّ تتوّج أشغال هذه الدورة "بنتائج إيجابية تؤسّس لمرحلة جديدة في بناء علاقات ثنائية ترقى إلى مستوى الطموحات والتحدّيات التي تشهدها المنطقة، خاصة تلك التي تساهم في دعم الاستقرار وتعزيز فرص التعاون. ومن جهة أخرى ذكر السيد مساهل بأنّ الجزائر تابعت باهتمام جهود موريتانيا في إنجاح الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم 18 جويلية 2009 و"باركت نتائجها التي سمحت بعودة هذا البلد إلى مكانته الطبيعية ضمن المجموعة الدولية.