ثمّن الشباب العرب والأفارقة، المشاركون في الندوة الدولية الثانية والعشرين لحزب التجمع الدستوري الديمقراطي التونسي بالعاصمة التونسية، بمشاركة وفد عن حزب جبهة التحرير الوطني، ممثلا بكل من عبد الحميد سي عفيف وعبد القادر زحالي العضوان في المكتب السياسي، وكذا أبو جرة سلطاني رئيس حركة مجتمع السلم، وعبد السلام بوشوارب عضو المكتب الوطني للتجمع الوطني الديمقراطي، ما تضمنه خطاب الرئيس زين العابدين بن علي في افتتاح هذه الندوة، حيث أكد لدى افتتاح الندوة، ضرورة المراهنة على الشباب وتعويدهم على تحمل المسؤولية باعتبارهم صانعي القرار في المستقبل. اختتمت مساء أمس في العاصمة التونسية، أعمال الندوة الدولية لحزب التجمع الدستوري الديمقراطي, التي يعقدها سنويا بمناسبة الذكرى الثالثة والعشرين ل »التحول المبارك«, بالتأكيد أن قيم الحرية والعدالة والتسامح والتضامن واحترام حقوق الإنسان هي قيم نبيلة وعالمية وهي قواسم مشتركة بين جميع الشعوب. ودعت الندوة إلى وضع آليات لاستكشاف النوابغ من الأطفال والشباب في مجالات علمية متعددة ولا سيما التكنولوجية منها لتسهيل الإحاطة بهم وتأطيرهم وتوجيههم نحو الاستغلال الأمثل لهذه التكنولوجيات, وتكثيف فضاءات الحوار والتشاور بين الشباب في مختلف المجالات عبر وسائل الإعلام والاتصال. وحثت الندوة الأحزاب السياسية والمثقفين وأصحاب الفكر والرأي، على تغذية قيم التسامح والتضامن بينهم وتربيتهم على المثل العليا حتى لا يزوغ عنها أو يتقوقع على ذاته أو ينساق وراء مغريات المجتمع الاستهلاكي, وكذلك دعوة المجتمع المدني لتخصيص برامج ودراسات من أجل مزيد الإحاطة بالشباب ووقايته مما يهدده من مخاطر الانحراف، وكذلك العمل من أجل بناء نظام دولي فعال للإنذار بالمخاطر المعلوماتية ووضع خطط وبرامج تحسيسية لحسن استخدام الشبكة العنكبوتية والتنبيه لسلبياتها. وفي الختام دعت الندوة إلى توفير بيئة مجتمعية داعمة لترسيخ ثقافة المشاركة لدى الشباب, واستغلال ميولهم لوسائل الاتصال الحديثة لتفعيل مشاركتهم السياسية الافتراضية, مع التأكيد على أهمية دور الإعلام في تغذية الحس المدني وتشجيع الشباب على التعاطي مع الشأن السياسي. هذا، وقد شاركت في الندوة الدولية نخبة من الشخصيات السياسية المرموقة من ممثلي الأحزاب العربية والإفريقية والعالمية، ومن فغاليات المجتمع المدني ورجالات الفكر والثقافة والخبراء والباحثين من تونس وخارجها، من بينهم وفد منظمة التحرير الفلسطينية برئاسة اللواء جبريل الرجوب عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، وسفير فلسطينبتونس، وفهمي الزعارير، وسمير صبيحات، وبسام زكارنة، أعضاء المجلس الثوري لحركة فتح. وخلال جلسات الندوة التي حضرها ممثلو الأحزاب من 60 دولة، تدخل عبد السلام بوشوارب حول الموضوع المتعلق ب »الشباب والثورة الرقمية« فأبرز الأهمية القصوى التي يكتسيها ضمان حماية »الفضاء الرقمي«، كونه يعد بمثابة »رهان أساسي للدول« بالنظر إلى المخاطر المتعددة التي تمس في ذات الوقت الأفراد وكذا هياكل ومنشات الدولة. الشباب المشاركون من جهتهم، ذكروا في تصريحات نقلتها وكالة تونس إفريقيا للأنباء، أن السنة الدولية للشباب تمثل منطلقا لتجسيم هذه الرؤية التي تستهدف تفعيل دور الشباب في محيطه الوطني والإقليمي والدولي. وفي هذا الإطار اعتبروا أن المقاربة التي طرحها الرئيس بن علي في خطابه للتعاطي مع الشأن الشبابي، تشكل مرجعية لخطط عملية تكفل الارتقاء بأوضاع الشباب العربي، مبرزين الفائدة من استلهام التجربة التونسية الناجحة في مجال تشريك مختلف أطياف الشباب في الحياة العامة وفي الحياة السياسية على وجه الخصوص. واقترحوا الاستناد إلى مثل هذه المقاربة لتشكيل هيئة شبابية عربية مشتركة للسهر على تجسيد الأهداف والمقاصد النبيلة التي تضمنها هذا الخطاب، كما أعربوا عن أملهم في أن يتم الاحتفال دوريا وكل سنة بإحدى العواصم العربية »عاصمة شبابية عربية« على غرار »عاصمة الثقافة« و»عاصمة المرأة«. تصريحات أخرى قالت إن خطاب الرئيس بن علي يحمل الشباب الكثير من المسؤولية ويفتح أبواب المشاركة العريضة الواسعة خاصة أمام الشباب في مناطق النزاع التي يناضل فيها من أجل الحرية والاستقلال على غرار الشباب الفلسطيني. وأكدوا أن مضامين هذا الخطاب الذي ركز على التحديات التي تواجه الشباب إضافة إلى القرارين التاريخيين المنبثقين عن قمة منظمة المرأة العربية بتونس لتعزيز مكانة الشباب في مجتمعاتهم العربية، يغذيان الأمل لدى الشباب العربي ويحفزان طموحهم الكبير في تشييد غد أفضل لأوطانهم. وحيوا بالمناسبة مبادرة الرئيس زين العابدين بن علي الداعية إلى إقرار سنة دولية للشباب، مبرزين أهمية محاور الندوة الدولية للتجمع التي تهدف إلى تحسيس الشباب بأنهم صانعو القرار في المستقبل. واعتبروا أن المبادرات والإجراءات التي أقرها الرئيس التونسي، هي بمثابة دعم لمكانة الشباب التونسي، خاصة على مستوى تعزيز حضوره في الحياة السياسية وهي مبادرات نموذجية جديرة بكل التقدير.