أكد أبو جرة سلطاني، رئيس حركة مجتمع السلم، يوم الثلاثاء بتونس الاهمية "القصوى" التي تكتسيها عملية فتح قنوات الحوار على كل المستويات مع الشباب وحسن الاستماع لهمومهم وانشغالاتهم وتطلعاتهم وطموحاتهم. وأوضح السيد سلطاني في تدخله امام المشاركين في اشغال الدورة ال22 للندوة الدولية حول "الشباب وتحديات اليوم" التي ينظمها حزب التجمع الدستوري الديموقراطي التونسي ان فتح قنوات الحوار مع الشريحة الشبانية على كل المستويات من شانه "القضاء على الاحباط" الذي يشكل "السبب الرئيسي في دفع الشباب الى التفكبر في تغيير مرجعياتهم وادارة الظهر للامة والوطن والدين واللغة والتاريخ والقيم الثقاقية والحضارية". وفي هذا المضمار، دعا السيد سلطاني الى اشراك الشباب في المسؤوليات على كل المستويات من اجل "زرع الثقة" في قدراتهم وكفاءاتهم وتكوينهم وتدريبهم على الخروج المتدرج من "احلام المدن الفاضلة" الى واقع الامل الواسع الذي يجدون فيه حاضرهم ومستقبلهم. وأعرب عن اعتقاده ان شباب العالم العربي والإسلامي وشباب العالم باسره يعيش اليوم انواعا مختلفة من "الفصام" بين الواقع المعيشي والواقع المثالي الذي ترسمه بعض وسائل الاعلام التي تريد ان تحول الكرة الارضية الى "المدينة الفاضلة" او "جمهورية افلاطون" التي لا صلة لها بالواقع. وأبرز ان العولمة صارت تضغط "بقوة وعنف" احيانا على عقول الشباب ونفسياتهم لتدفعهم الى "الثورة على كل شيء" ورفض واقعهم المعيشي "رفضا سلبيا" متسما بثلاث سمات وهي "رفض الحوار و تنكر ماهو قائم وهدم الموجود دون تقديم اي بديل أفضل". ويرى السيد سلطاني ان القضاء على الاحباط لا يمكن ان يتأتى الا من خلال الحوار البناء والمثمر مع كل الفئات الشبانية دون اي اقصاء او تهميش كما ان زرع الأمل في نفوس هؤلاء يتحقق عبر اشراكهم في المسؤوليات. وبدوره، اكد السيد عبد السلام بوشوارب عضو المكتب السياسي للتجمع الوطني الديموقراطي اهمية المحور الخاص "بالشباب والثورة الرقمية" الذي يتضمنه جدول اعمال الندوة مبرزا "المكانة الكبيرة" التي اولاها الاتحاد الافريقي لقطاع تكنولوجية الاعلام والاتصال ولا ادل على ذلك من الللجنة الخاصة التي شكلت في اطار الاتحاد القاري من اجل كسب الرهان في مجال تكنولوجية الاعلام والاتصال. وأبرز السيد بوشوارب ان ندوة تونس الدولية تزامنت مع انعقاد مؤتمر دولي في وهران حول التنمية الاستراتيجية لتكنولوجية الاعلام والاتصال تحت عنوان "من اجل افريقيا رقمية". وذكر بان الجزائر التي تتشكل من 70 بالمائة من الشباب الاقل من 30 عاما قد وضعت نصب اعينها اقتصاد المعرفة كمحور رئيسي للتنمية وخاصة تكنولوجية الاعلام والاتصال. ومن جهته، أوضح السيد عبد الحميد سي عفيف عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الوطني المكلف بالعلاقات الخارجية والجالية بالمهجر أن عنصر الشباب الذي يشكل الغالبية العظمى من سكان العالم العربي "لا يتطلب التعليم بمفهومه الكلاسيكي فقط بل يتطلب كيفية اسيتعاب هذه القوة كي لاتتجاذبها مختلف التيارات" مشددا على ضرورة العمل من اجل مواكبة هؤلاء الشباب حتى يكونوا قي مستوى تحديات العولمة.