شارك برلمانيون جزائريون في ملتقى دولي نظم بتونس وحضره وفد من الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي يضم أربعة نواب برئاسة رئيس الكنيست والمتحدث باسمه ماجالي وهبة وعشرة مسؤولين آخرين. ويتكون الوفد الجزائري المشارك في هذا المؤتمر البرلماني من سبعة نواب من الغرفة السفلى، يتقدمهم الناطق الرسمي باسم التجمع الوطني الديمقراطي ميلود شرفي، وأربعة من حزب جبهة التحرير الوطني وهم النائبة صباح بونور، ومحمد هاملي ومحمد لبيد، ومحمد لخضر بدر الدين الذي يشغل أيضا منصب أمين وطني مكلف بالشؤون الاقتصادية بالاتحاد العام للعمال الجزائريين، والنائب عن حركة الإصلاح الوطني (جناح جاب الله) محمد الصالح بوشارب، إضافة إلى النائب عبد القادر فتاح المنتمي لكتلة الأحرار، فيما لم يحضر ممثلون عن كل من حركة مجتمع السلم وحزب العمال هذا الملتقى. ولم يشارك في هذا المؤتمر الذي يعتبر الطبعة الثالثة في المؤتمر البرلماني الاورومتوسطي، ممثلون عن الغرفة العليا (مجلس الأمة)، وقال مصدر مسؤول بهذه الهيئة ل "الشروق اليومي"، فضل عدم الكشف عن هويته، إن مجلس الأمة فضل مقاطعة هذا الملتقى لعلمه بمشاركة وفد عن الكنيست الاسرائيلي، مشيرا إلى أنه من غير المقبول الجلوس إلى جانب ممثلين عن دولة لا تحترم الحقوق الطبيعية لشعب صديق وعزيز هو الشعب الفلسطيني، فضلا عن رفض هيئة عبد القادر بن صالح، لما وصفها هذا المصدر، بكثرة المنابر البرلمانية. وانطلقت أشغال هذا الملتقى أول أمس الجمعة، واختتمت مساء أمس السبت، بحضور 240 برلمانيا يشكلون المجلس البرلماني الأورو متوسطي، وهم من بلدان أوروبية و10 بلدان مطلة على البحر الأبيض المتوسط، وهي الجزائر والمغرب وتونس ومصر وإسرائيل والسلطة الفلسطينية والأردن ولبنان وسوريا وتركيا، ونوقشت خلاله مواضيع تتعلق ب "الحوار بين الثقافات"، وحقوق المرأة في الفضاء الأورومتوسطي، وسبل تحسين وضع المرأة في هذه المنطقة، كما نوقشت مسألة مراجعة نظام المجلس البرلماني الأورومتوسطي، ومشروع تطبيق مدونة سلوك متعلقة بمحاربة الإرهاب في المنطقة. وقد اعترف ميلود شرفي عضو الوفد الجزائري المشارك في هذا المؤتمر بصفته ممثلا لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، بوجود ممثلين عن البرلمان الإسرائيلي "الكنيست" في هذا الملتقى، وأكد في اتصال هاتفي مع "الشروق اليومي" من تونس، أن عضوية الإسرائليين في البرلمان الأورومتوسطي قديمة وتعود إلى أربع سنوات خلت، منذ الدورة الأولى التي انتظمت في العاصمة البلجيكية بروكسل. وحاول التخفيف من وقع هذه الحادثة على الجزائريين، مؤكدا بأن هذا المؤتمر يضم دول الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط. وفي رده على سؤال يتعلق بمشاركته في ملتقى يحضره إسرائيليين، رد الناطق الرسمي باسم التجمع الوطني الديمقراطي قائلا بأن الوفد الجزائري المشارك في ملقى تونس لا تربطه أية علاقة بالوفد الإسرائيلي، وأنهم يشتغلون على مستوى لجنة الثقافة التي تعنى بشؤون الهجرة غير الشرعية والحوار بين الثقافات، مشددا على أن مشاركة الوفد الجزائري في هذا الملتقى جاءت انطلاقا من مبدأ رفض سياسة الكرسي الشاغر، لأن للجزائر كما قال، لها مواقف تريد تقديمها. وأضاف شرفي من جهة أخرى أن الوفد يعتزم الخروج من القاعة عندما يتناول الوفد الإسرائيلي الكلمة، مؤكدا في الوقت ذاته على الموقف الجزائري المبدئي المساند للشعب الفلسطيني في حق تقرير مصيره. هذا ولم نتمكن من الاتصال ببقية أعضاء الوفد ومنهم محمد لخضر بدر الدين باعتباره كبير وفد حزب جبهة التحرير الوطني، بسبب غلقه لهاتفه النقال، فيما أكد رئيس الكتلة البرلمانية لهذا الحزب بالغرفة السفلى العياشي دعدودعة في اتصال هاتفي مع "الشروق اليومي"، جهله بوجود إسرائيليين في ملتقى تونس. أما حركة مجتمع السلم فقد أكدت على لسان نائب رئيسها عبد الرزاق مقري، رفضها لكل ما يمت إلى التطبيع مع الدولة العبرية بصلة، لكنه أرجأ تعليقه على ملتقى تونس، بحجة أنه يجهل طبيعة هذا الملتقى. وقد عبر حزب تونسي معارض عن "استنكاره الشديد" لزيارة وفد من الكنيست الاسرائيلي للمشاركة في هذا المؤتمر البرلماني الاورومتوسطي، وقال الحزب الديمقراطي التقدمي في بيان نقلته وكالة رويترز، انه "يستنكر بشدة هذه الزيارة التطبيعية الجديدة"، ورأى الحزب أن "استضافة مؤتمرات دولية لا يمكن أن تشكل ذريعة للمضي في مسار معاكس للمشاعر الشعبية ومناقض لالتزامات تونس تجاه القضية الفلسطينية"، وأعلن رفضه لمحاولات الحكومة المعلنة والخفية الرامية لإحياء اتفاق إقامة علاقات دبلوماسية.. وعبر عن استغرابه لفتح أبواب البلاد على مصراعيها للصهاينة الذين يغتصبون الأراضي العربية ويرتكبون المجازر". وكانت الحكومة التونسية قد أغلقت الحكومة التونسية عند اندلاع الانتفاضة الثانية عام 2000 مكتب التمثيل الاسرائيلي في تونس. محمد مسلم:[email protected]