نفى عبد الرحمان بلعياط عضو المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني، المكلف بأمانة التكوين السياسي والتدريب، وجود أزمة في الأفلان، مؤكدا أن الأمور في الحزب »تسير على ما يرام«، والدليل على ذلك نجاح الأفلان في تنظيم الملتقى الدولي للأسرى، بالإضافة إلى استقباله عددا من الشخصيات السياسية الأجنبية على غرار العضو القيادي في الحزب الاشتراكي الفرنسي فرانسوا هولند، كما »إن هناك حرية كاملة للمناضلين في إبداء آرائهم ومواقفهم بكل ديمقراطية«. أوضح القيادي الأفلاني عبد الرحمان بلعياط الذي نزل أول أمس، ضيفا على القناة الإذاعية الثانية في حصة »منتدى الخميس«، أن الملتقى الدولي لنصرة الأسرى في سجون الاحتلال، خرج ب 11 نقطة تضمنها نداء الجزائر، والذي تحدث عن وضعية المساجين، مركزا على أن قضية الأسرى هي من إفرازات وتصرفات العدو الصهيوني في التراب الفلسطيني، أما عن إشراف الأفلان على تنظيم الملتقى فقد أكد المتحدث »أن المبادرين من الدول الشقيقة قصدوا الأفلان لأن له تاريخا في الموضوع، ولأنه قاد حرب التحرير«، وأضاف »نحن نتفهم أكثر من غيرنا كيف يتعذب الآن الشعب الفلسطيني«، منوها بتعاون الإخوة الفلسطينيين وإسهامهم في إنجاح الملتقى. وعلى صعيد آخر، أكد بلعياط أن لا وجود لأزمة حقيقية داخل صفوف الأفلان، كما أنه لا لا وجود لعقبات تعيق سير الحزب، وأضاف »الحزب يسير بصفة عادية وطبيعية، أما أن يكون فردا أو جماعة يقومون بالاحتجاج فهذا راجع إلى طبيعة حزبنا الذي لا يرفض الاحتجاج«. وألمح بلعياط في هذا السياق إلى أن النصوص التنظيمية منذ 1962 تقول إن هناك تعليمات وانضباطا داخل صفوف الأفلان، بالمقابل هناك حرية كاملة للمناضلين داخل هذا الإطار، وواصل بلعياط نفيه لكل ما تم تداوله عن وجود أزمة قائلا »ليس هناك أزمة وليس هناك تأزم« ملفتا إلى أن »الأزمة إذا ضخّمتها وسائل الإعلام، هذا شيء نحن متعودون عليه ولنا الطرق الكفيلة بمعالجته«. وعن تجديد الهياكل طمأن بلعياط من سير العملية كاشفا عن إعادة هيكلة 1502 مكتب قسمة، وما تبقى من طعون سيتم الفصل فيها، وإذا استعصى الأمر فلجنة اليقظة هي التي تفصل في القسمات المستعصية، وكشف عن تجنيد 295 عضو قيادي بالحزب للإشراف على عملية تجديد مكاتب القسمات، مضيفا »وما تم تسجيله من احتجاجات يوجد في أي حزب سواء في الجزائر أو في دول أجنبية«. وفي سياق ذي صلة تطرق بلعياط إلى تحضيرات الأفلان للاستحقاقات الانتخابية المقبلة، حيث أكد أن الحزب يحضر للانتخابات بشكل دوري، وما يصاحب الحملة الانتخابية هو زيادة في ريتم التحضيرات ليس إلا، موضحا أن مركز الدراسات الذي تم استحداثه سيعمل بالتنسيق مع أعضاء المكتب السياسي واللجان التابعة للحزب على رصد ذهنية المواطن وطريقة تفكيره في الانتخابات، ودراسة كل الأمور التي ينتظرها المواطن. وفيما يتعلق بالتحالف الرئاسي، قال بلعياط إنه جاء لدعم رئيس الجمهورية وتنفيذ برنامجه، مشيرا إلى أن الرئيس مازال »موافقا على استمرار التحالف، وعليه فليس هناك داع لحله«، وقال »إن المرحلة الراهنة للجزائر والوضع التنموي الذي تطمح إليه، يتطلب منا العمل مع غيرنا والاشتراك في تحقيق التنمية«، وفي هذا السياق قال قيادي الأفلان أن استمرار التحالف يتوازى مع سعي كل طرف فيه إلى الدفاع عن قوائمه ومرشحيه في الاستحقاقات الانتخابية القادمة، مشيرا إلى أن رئاسة التحالف ستنتقل في 18 من هذا الشهر من الأرندي إلى الأفلان، وهذا دليل على »عدم تقوقعنا«. »تجريم الاستعمار حقنا ولن نتنازل عنه« وتطرق عضو المكتب السياسي للأفلان في حديثه إلى موقف الأفلان الذي يثمن استتباب الأمن، رغم وجود »بعض الأطراف التي تريد التشويش علينا«، وفي رده على سؤال حول الاستمرار في تطبيق حالة الطوارئ أجاب بلعياط أن ذلك جاء بناء على ضرورة، وانطلاقا من تقدير الخطورة، وفي هذا الصدد دافع عن استمرار حالة الطوارئ مشيرا إلى أنها »لم تضر الناس، كما أنها لا تمنع شيئا ولا تعيقه« وذهب إلى أبعد من ذلك حين قال أن المنادين بنزع حالة الطوارئ يتحدثون بإيعاز من جهات أخرى، مؤكدا أن الذي يسهر على أمن البلاد لا تهمه المواقف الأجنبية. وفيما يتعلق بمشروع قانون تجريم الاستعمار، أوضح بلعياط أنه لم يتم إلغاؤه بل إرجاء إصداره إلى آجال أخرى، حيث ستتم برمجته مدعما بقوانين ونصوص أقوى.