وافق طرفا النزاع الصحراوي المغرب والبوليساريو في ختام الجولة الرابعة التمهيدية التي احتضنتها منهاست بنيويورك بالولايات المتحدةالأمريكية التي دامت ثلاثة أيام على تسريع وتيرة المحادثات بينهما، حيث قررا عقد اجتماعين آخرين غير رسميين في جانفي ومارس المقبلين، ويبقى الملف الصحراوي يراوح مكانه بعد ثمان جولات من المفاوضات بين رسمية وغير رسمية منذ 2007 بسبب تمسك المغرب بطرحه القائم على فكرة ما يسمى »الحكم الذاتي« كأساس وحيد للتفاوض. اختتمت، أول أمس، في منطقة »غرينتري« بجزيرة لونغ آيلند بضواحي نيويورك بالولايات المتحدةالأمريكية الجولة الرابعة من المفاوضات غير الرسمية بين المغرب و البوليساريو حول الصحراء الغربية تحت إشراف المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة كريستوفر روس بمشاركة الجزائر وموريتانيا، بصفتهما دولتين ملاحظتين، دون أن تسفر عن نتائج ملموسة، واكتفى الطرفان بالاتفاق على الالتقاء في جانفي ومارس القادمين. وقال روس في تصريح صحفي بعد نهاية هذه الجولة التمهيدية من المفاوضات إن »كلا الطرفين تقدم باقتراحاته، وتشبث كل منهما بموقفه الرافض لاقتراح الآخر«، وأضاف أنه على الرغم من »الطريق المسدود« في هذه القضية، فإن الجانبين »مستعدان لتوفير آلية جديدة في عملية التفاوض في 2011 على أساس عقد اجتماعات منتظمة«. وأوضح الدبلوماسي الأمريكي أنه »دائما في إطار تطبيق اللوائح السديدة لمجلس الأمن بشأن مسار المفاوضات الجاري باشر الطرفان نقاشات معمقة حول المقاربات الجديدة من أجل إضفاء حركية جديدة على مسار المفاوضات في 2011 اعتمادا على عقد لقاءات منتظمة«، مشيرا إلى أن الطرفين اقتراحا أفكارا ملموسة سيتم بحثها خلال الدورتين المقبلتين من المفاوضات غير الرسمية المقررة يومي 21 و 22 جانفي ومارس 2011". وأكد روس أن الوفدين ناقشا أيضا » برنامج إجراءات الثقة الذي تشرف عليه المحافظة الأممية السامية للاجئين و أقرا استمرار الزيارات العائلية عبر الرحلات الجوية«، وأضاف أنه مثلما تم الاتفاق عليه خلال الاجتماع الثالث للقاءات غير الرسمية في نوفمبر الفارط تعتزم الوفود الأربعة » تنظيم لقاء مع مكتب المحافظة السامية للاجئين بجنيف في المستقبل القريب من أجل استعراض عملية تطبيق مخطط العمل في مجمله ومحاولة إطلاق زيارات برا«، موضحا أنه تم بحث آخر المستجدات المسجلة في هذا الشأن، ليدعو الطرفين إلى توفير » مناخ ثقة وجو ملائم لإحراز تقدم في المفاوضات وتفادي كل ما قد يضر بمسار المفاوضات«. أما رئيس الوفد الصحراوي خاطري عدوح فقد أوضح في تصريح للصحافة أن »اقتراحات تسوية النزاع قدمت من قبل الطرفان لكن دون إحراز تقدم في المفاوضات«، وأرجع السبب إلى »تشبث الوفد المغربي بسلوكه المعيق الذي يدعم مقاربة مناهضة للديمقراطية وبالية ومن ثم ضرب عرض الحائط بنداءات المبعوث الشخصي ومجلس الأمن الداعية إلى إرساء حوار معمق ومفاوضات صريحة ودون شروط مسبقة من أجل التوصل إلى حل يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره«. وأكد عدوح أن »الأحداث الدامية التي استهدفت مخيم أكديم أيزيك ومدينة العيون والوضع العام السائد في أراضي الصحراء الغربيةالمحتلة كانت هي الأخرى في قلب النقاشات«التي ميزت هذا الاجتماع، وأشار إلى أن »وفد جبهة البوليساريو طلب بإرسال لجنة تحقيق دولية ميدانيا مثلما طالب بذلك من قبل البرلمان الأوروبي وبرلمانات وطنية وأحزاب سياسية ومختلف المنظمات غير الحكومية«. وأضاف رئيس الوفد الصحراوي أن البوليساريو قد أكدت أن إطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين الصحراويين في المغرب ووقف عمليات التوقيف التعسفية والمحاكمات الجائرة والسماح للصحافة والمنظمات غير الحكومية والملاحظين الدوليين بدخول الصحراء الغربية أمر ضروري في كل مراحل التفاوض«، معتبرا الجولة الرابعة من الاجتماعات غير الرسمية فرصة لبدأ نقاش معمق بين الطرفين حول المقاربات الجديدة التي من شأنها أن تعزز مسار المفاوضات مع الاحترام الصارم لطبيعة النزاع الذي يكمن حله مثلما أكد عليه المجتمع الدولي في الاحترام الصارم للحق الثابت للشعب الصحراوي في تقرير مصيره«، مشيرا إلى أنه تم التأكيد مجددا على إجراءات الثقة ضمن برنامج الزيارات العائلية«.