اتفق البوليساريو والمغرب على عقد جولتين غير رسميتين جديدتين الشهر المقبل وبداية السنة المقبلة في ختام الاجتماع غير الرسمي الثالث الذي احتضنته منهاست بنيويورك بالولايات المتحدةالأمريكية، كما قرر طرفا النزاع الصحراوي استئناف الزيارات العائلية جوا. اختتم الاجتماع الرسمي غير الثالث بين البوليساريو والمغرب بمنهاست بنيويورك بالولايات المتحدة الأمريكي بحضور الجزائر وموريتانيا بصفتهما دولتين ملاحظتين، في ظروف متوترة نتيجة الهجوم العسكري الذي شنه الجيش المغربي على مخيمات النازحين بالعيون المحتلة، وظل طرفا النزاع الصحراوي خلال أشغال هذا الاجتماع الذي دام يومين متمسكين باقتراحاتهما كأساس للمفاوضات المقبلة وهو ما أكده المبعوث الأممي كريستوفر روس في بيان قراه أمام الصحافة عقب الجولة التمهيدية الثالثة، قائلا إن » جبهة البوليساريو والمغرب عقدا محادثات شاملة و صريحة حول اقتراحات كلا الطرفين بشأن الصحراء الغربية في إطار الاحترام المتبادل بالرغم من استمرار كل طرف في رفض اقتراحات الآخر كأساس للمفاوضات المقبلة«. وأضاف الدبلوماسي الأمريكي في هذا السياق أن الطرفين شرعا في »استحداث حركية جديدة من أجل مواصلة مسار المفاوضات«، وكشف عن عقد اجتماعين جديدين في ديسمبر المقبل وفي بداية السنة المقبلة لمواصلة مسار المفاوضات الذي طالبت به لوائح مجلس الأمن، إلا أنه لم يفصل في مكان احتضان هاتين الجولتين. وأوضح أن مكان الاجتماع لم يحدد بعد. وأشار روس إلى أنه للمرة الأولى اجتمع وفدي الطرفين والبلدين المجاورين للتطرق سويا إلى استئناف برنامج إجراءات الثقة المتضمن تبادل الزيارات بين العائلات المنفصلة جراء النزاع حول الصحراء الغربية الذي تشرف عليه المحافظة الأممية السامية للاجئين، وأوضح أن البوليساريو والمغرب اتفقا على »استئناف الزيارات العائلية عبر الرحلات الجوية في أقرب الآجال و ذلك على أساس تطبيق صارم لمخطط العمل المعتمد سنة 2004«، مضيفا أن الطرفين قررا كذلك على »تعجيل تدشين الزيارات برا«، قائلا إن البوليساريو والمغرب وكذا الجزائر وموريتانيا بصفتهما دولتين ملاحظتين ستجتمع قريبا بجنيف مع المحافظة الأممية السامية للاجئين » لمراجعة تطبيق مخطط العمل و مباشرة الزيارات برا«. و من جهته، أوضح رئيس الوفد الصحراوي خطري الدوح في تصريح صحفي أن »كلا الوفدين وافقا خلال هذين اليومين من المحادثات على التحادث بطلب من المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة حول الاقتراح الذي قدمه الطرف الآخر، وأكد أن الطرفين تحادثا معمقا حول كافة إجراءات الثقة المتضمنة في مخطط العمل 2004 ووافقا على تخصيص جلسة خاصة بجنيف في أقرب الآجال«. وأضاف أن »الطرفين وافقا على مواصلة مسار المفاوضات تحت رعاية الأممالمتحدة«، مشيرا إلى أن الوفد الصحراوي » أثبت مرة أخرى استعداد جبهة البوليساريو لمواصلة التعاون لإنجاح جهود المجتمع الدولي بالنظر إلى شرعية قضيتها و تمسك الشعب الصحراوي بحقه في الحرية والاستقلال اللذين قدم لأجلهما تضحيات جسام«. وبخصوص الهجوم الذي شنه الجيش المغربي على مخيمات النازحين الصحراويين بالعيون المحتلة يوم الاثنين الفارط، أكد الدوح أنه »بالرغم من هذه الأحداث المأساوية قررت جبهة البوليساريو الرد بالإيجاب على نداء الأممالمتحدة لمواصلة المفاوضات مع القوة المحتلة للتعبير مرة أخرى عن تمسك الصحراويين بالنهج الديمقراطي لتسوية نزاع تصفية الاستعمار على أساس الاحترام الثابت لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره و الاستقلال«، مطالبا الأمين ا العام لمنظمة الأممالمتحدة ومجلس الأمن بتحمل مسؤولياتهم من خلال حماية الشعب الصحراوي في انتظار استكمال مسار تصفية الاستعمار الجاري في الصحراء الغربية«. وكان طرفا النزاع الصحراوي قد باشرا أربع جولات من المفاوضات المباشرة من 2007 إلى غاية مارس 2008 برئاسة الدبلوماسي الهولندي بيتر فان فالسوم، إلا أن انحيازه المفضوح لما يسميه المغرب » الحكم الذاتي« حال دون التئام الجولة الخامسة التي كانت مقررة في تلك الأثناء ليتم تنحيته واستبداله بالدبلوماسي الأمريكي كريستوفر روس الذي طرح صيغة المحادثات التمهيدية أو غير الرسمية لتوفير المناخ الملائم لمباشرة مفاوضات مباشرة جادة تفضي لتقرير مصير الشعب الصحراوي.