عاش سكان حي »تريولي« بباب الوادي، بالعاصمة، أول أمس، ليلة رعب بسبب الاشتباكات الدامية التي اندلعت بين سكان حيي »بوفريزي« و»الكاريار« على أعقاب ما وصفه شهود عيان ب »تصفية حسابات شخصية« بين أبناء الحيين، استعمل خلالها الشباب المراهق السيوف للاعتداء على ركاب حافلات نقل المسافرين الذين جردوهم من ممتلكاتهم وهواتفهم النقالة، قبل أن تتدخل قوات الأمن لإخلاء الطريق العام في انتظار توقيف المعتدين فور تأكد تورطهم. اندلعت مساء أول أمس مشادات دامية بالسيوف والأسلحة البيضاء بين سكان حيي »بوفريزي و»الكاريار« بوادي قريش، طالت حتى المارة وركاب حافلات نقل المسافرين الذين وجدوا أنفسهم مجبرين على تسليم هواتفهم النقالة للشباب المراهق، الذي تسلل إلى داخل هذه الحافلات، مغتنما فرصة الازدحام الذي تشهده هذه الطريق في تلك الساعة من النهار، لإشهار أسلحتهم البيضاء في وجه الركاب وإجبارهم على تسليم ما بحوزتهم، وخلفت حالة الرعب عديد الإغماءات، خاصة في أوساط النساء، حسب ما أكده شهود عيان ل»صوت الأحرار«. وأكد بعض مرتادي هذه الطريق إلى جانب سائقي حافلات نقل المسافرين، أن المشادات التي اندلعت بين هؤلاء الشباب كانت على أعقاب ما وصفوه ب »تصفية حسابات خاصة«، بدأت بين سكان حيي »الكاريار« و »مناخ فرنسا« منذ بداية هذه السنة، لتطال أبناء حي »بوفريزي« الذين تجمهروا في بادئ الأمر للتنديد بما وصفوه »تماطل السلطات« في ترحيل عائلاتهم التي تضررت سكناتها جراء سوء الأحوال الجوية التي شهدتها البلاد نهاية الشهر المنصرم، لتتحول بعد ذلك إلى مواجهات مباشرة بينهم وبين أبناء »الكاريار«، ويبقى المواطنون ومرتادو الطريق الضحية الأولى لمثل هذه التصرفات، خاصة وأن الكثيرين يغتنمون حالة اللاأمن التي تشهدها المنطقة في مثل هذه المشادات للاستيلاء على ممتلكات المواطنين وتهديدهم باستعمال مختلف الأسلحة البيضاء. وفي الوقت الذي اتهم فيه مواطنو الحيين مصالح الأمن بالتقصير في أداء مهامها، على ضوء تكرار مثل هذه المشاهد في هذا الحي، أكد خاوة سمير رئيس خلية الاتصال والعلاقات العامة بأمن ولاية الجزائر، في اتصال أجرته معه أمس »صوت الأحرار« تجند مصالح الأمن لاحتواء الأزمة، مشيرا إلى أن أعوان الأمن قاموا بدورهم على أكمل وجه لإخلاء الطريق العام وتفريق المشتبكين، كما تم اتخاذ جملة من التدابير الاحترازية والوقائية لتجنب وقوع مشادات واشتباكات جديدة، من خلال الانطلاق في إجراء التحقيقات اللازمة لتحديد المتورطين في هذه الاعتداءات ومن ثمة توقيفهم وتقديمهم للعدالة.