اندلعت حرب الشوارع مجددا بين أبناء حيي ''ديار الكاف'' المشهور باسم ''كريار جوبار'' وحي ''مناخ فرنسا''، أدت إلى وقوع إصابات بين عناصر العصابتين وألحق بعض الخراب والدمار بممتلكات المواطنين. ويعيش سكان المنطقة حالة رعب وهلع منذ يوم الجمعة عقب مباراة التعادل التي جمعت المنتخب الوطني مع نظيره الإنجليزي واستمرت المواجهات إلى غاية أمس. حيث قامت مجموعة من الشبان بإحداث فوضى بعد عمليات كسر واقتحام عدة محلات بمنطقة تريولي وهي المنطقة الفاصلة بين الحيين ونقطة اشتباك بين العصابتين وأصيب بعض الأشخاص بجروح نتيجة المشادات بالسيوف والأسلحة البيضاء أمام مرأى ومسمع قوات مكافحة الشغب التي لم تتمكن من التدخل إلا بعد نهاية المشادات وفرار الجماعات المتصارعة. ويروي شهود عيان التقتهم ''البلاد'' أمس، أن المواجهات تندلع يوميا في ساعات متأخرة من الليل كما جرى يوم الجمعة عقب نهاية مباراة الفريق الوطني حيث استغلت خلالها عصابة حي'' لكريار جوبار'' خروج بعض الشباب للاحتفاء بنتيجة التعادل ليهاجموا أبناء حي'' مناخ فرنسا'' بالسيوف والخناجر، مما اضطر شبابا من حي ''مناخ فرنسا'' إلى للخروج إلى الشارع من أجل الدفاع عن أنفسهم مدججين بالسيوف والخناجر. وحسب راوية الشارع فإن خلفية الصراع لا تزال مرتبطة بمقتل شاب من حي ''كريار'' على يد جماعة أشرار من حي مناخ فرنسا وإصرار جماعة حي ''لكريار جوبار'' من الانتقام للشاب رغم أن مصالح الأمن تمكنت من القبض على العصابة عن طريق تصوير الجريمة من قبل كاميرات المراقبة وتمت إحالتهم على العدالة. وأكد ''محمد'' وهو سائق سيارة أجرة يقطن بحي مناخ فرنسا، أنه يعيش منذ يوم الجمعة حالة من الرعب والهلع رفقة عائلته والعديد من العائلات بالحي، وقال إن المواجهات تبدأ منتصف الليل لتنتهي في حدود الساعة الثالثة صباحا حيث تلتقي العصابتان في حي تريولي ويبدأ الصراع بالرشق بالحجارة والسب والشتم. قبل أن يشمل كسر المحالات واقتحام البعض منها لتعم الفوضى في كلا الحيين. في حين أوضع ''سيد علي''، وهو أحد القاطنين بحي ''لكريار جوبار''، أن الوضع زاد عن حده وأن سكان المنطقة يعيشون في حالة لاأمن، والأدهى والأمر يقول سيد علي وهو في الأربعين من عمرة كان يقف أمام محله كسر زجاجه الأمامي، وأن سكان الحي اتصلوا مرارا بمصالح الأمن فكانت الإجابة هي أنهم لم يتمكنوا من وضع حد لهذه الظاهرة خاصة وأنهم أوقف العديد من المرات الأشخاص المعروفين بماضيهم الإجرامي لكنهم عادوا إلى أعمال الشغب مباشرة بعد انقضاء محكموميتهم التي لا تتجاوز في أغلب الأحيان على شهر أو شهرين، وفي الغالب ستة أشهر، وأشار علي من جهته، وهو شاب من'' حي تريولي''، أن معظم هؤلاء المجرمين يتعاطون المخدرات وما يفعلونه نتيجة لعدم وعيهم وذكر بعض الأسماء المشهورة في الحي وهم رؤساء العصابات مثل ''طبة '' و''زيتونة'' الذي أطلق سراحه مؤخرا لكنه عاد مجددا لإحداث الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة. وقال إن والدة الشاب المغدور خرجت إلى الشارع وطلبت من العصابتين الكف عن القتال وقالت لهم وهي في حالة لا وعي في منتصف الليل صارخة ''توقفوا ابني لن يعود لقد خسرته''. ورغم صراخ الوالدة إلا أن المجرمين واصلوا أعمال الشغب، وبدا أن الأمر لا يرتبط بمقتل الشاب وأن القضية حسب'' فاتح'' تتعلق بصراع بين تجار ومدمني المخدرات وتصفية حسابات بين جماعتي الحيين ومحاولة بعض المراهقين الدخول في الصراع بدافع الرجولة، مشيرا إلى أن أعمار هؤلاء لا تتجاوز 16 و15 سنة. وتساءل فاتح عن دور الوالدين في كل هذا''. وبات الوضع في المنطقة جد متأزم، ويستيقظ السكان يوميا على وقع هذا الصراع الذي لم تنته حلقاته بعد، ورغم المداهمات اليومية لأجهزة الأمن وتوقيف العديد من المشتبه فيهم إلا أن المراقبين يؤكدون أن التحكم فيما بات يعرف ''بإرهاب الشوارع'' في الأحياء الشعبية للعاصمة أصبح شبه مستحيل نظرا لعودة المجرمين إلى أفعالهم الإجرامية مباشرة بعد قضاء مدة عقوبتهم في السجون. ومعروف أن كلا من حي مناخ فرنسا التابع لبلدية وادي قريش وحي ديار الكاف ''لاكريار جوبار'' من أقدم الأحياء الشعبية في العاصمة ويقطن بها الآف العائلات.