جدد أمس كل من رئيس الكنيسة البروتستانتية كريم مصطفى وفيليب برينود رئيس الكنيسة البروتستانتية في فرنسا تحاملهما على قانون تنظيم ممارسة الشعائر الدينية، وفيما اتهم الأول القانون بأنه يجعل من المسيحيين مواطنين من الدرجة الثانية، ركز الثاني على أن هذا الأخير سيخلق قطيعة بين البروتستانت والكاثوليك. أكد كريم مصطفى في حوار مشترك مع فيلييب برينود لإحدى الجرائد الفرنسية أن البروتستانت متواجدون في الجزائر منذ زمن طويل، مشيرا إلى أن نشاطات الكنيسة البروتستانتية تنبع من معتقداتهم، واستغل المتحدث الفرصة ليهاجم قانون تنظيم ممارسة الشعائر الدينية معتبرا إياه "تمييزا دينيا"، ولم يتوان في القول بأن القانون يعتبر المسيحيين مواطنين من الدرجة الثانية إذ أنه يصادر حقهم في ممارسة ديانتهم من حيث أن المسيحيين، حسب مزاعمه، وجدوا أنفسهم في مواجهة "ترسانة" من المواد التي تحول دون الحرية في ممارسة شعائرهم الدينية. وواصل المتحدث في حواره انتقاد قانون ممارسة الشعائر الدينية ليقول بأن هذا الأخير يلصق العنف بالجمعيات البروتستانتية وبل تمادى إلى حد الإشارة بأنه "يقمع حريتها"، مذكرا ككل مرة بأن حرية الديانة والمعتقد مكرسة في دستور البلاد، كما اتهم كريم مصطفى من جهة أخرى وزارة الشؤون الدينية ب "التهاون، وغض الطرف عن النداءات التي تم توجيهها من قبل المسيحيين"، وصرح هنا قائلا "إن الوزارة لم تقم بعد بأي إجراء ملموس". ومن جهته لم يتردد "فيليب برينو" هو الآخر في مهاجمة قانون فيفري 2006 والسلطات المعنية مؤكدا أن هناك قلقا في الجزائر من جراء توسع الكنيسة البروتستانتية، مشيرا إلى أن الصحافة الجزائرية هي التي بادرت إلى إثارة هذه المخاوف، وعزف المتحدث على وتر العشرية السوداء في محاولة منه لإبراز أن للمسيحيين دورا في مساندة الجزائر ببقائهم فيها خلال سنوات التسعينات، قائلا: "إن أولئك الذين فضلوا أن يبقوا مع الجزائر في محنتها خلال العشرية السوداء ولم يغادروها، أصبحوا اليوم مستهدفين". كما حمّل من جهة أخرى قانون فيفري 2006 مسؤولية بث الخلاف والشقاق بين المسيحيين في الجزائري بقوله "لا توجد هنا أية خلافات بين الكنيسة البروتستانتية والكاثوليكية، لكن هذا الأزمة ستساهم في خلق قطيعة بين المسيحيين في الجزائر، كما مع السلطة"، وادعى رئيس الكنيسة البروتستانتية في فرنسا أن الجزائر قد استغلت الإسلام الذي كان يوما ما ملاذا خلال الفترة الاستعمارية لخدمة التطرف. وتجدر الإشارة إلى أنه مع كل محاكمة للمتهمين بالتبشير الديني في الجزائر، يطل رئيس الكنيسة البروتستانتية في الجزائر كريم مصطفى عبر وسائل الإعلام الفرنسية ليتحامل على قانون تنظيم ممارسة الشعائر الدينية في الجزائر، لكنه هذه المرة ظهر رفقة نظيره رئيس الكنيسة البروتستانتية في فرنسا "فيليب برينود" عشية تأجيل محكمة تيسمسيلت محاكمة شابين بتهمة التبشير الديني في محاولة يائسة لتعزيز موقفه وكسب التأييد الدولي.