استبعد وزير النقل، عمار تو، أي إمكانية لمراجعة تسعيرات النقل عبر القطارات ذات الدفع الذاتي »أوتوراي«، وقال إن مصالحه لا يُمكن أن تقبل إعادة الشركة الوطنية للنقل بالسك الحديدية إلى الأزمة التي عاشتها قبل سنوات. وبخلاف ذلك كشف عن مخطّط جديد لإعادة النظر في توقيت انطلاق هذه القطارات، وحسب تصريحات الوزير فإنه سيتم الإعلان عنه خلال الأسبوع المقبل على أقصى تقدير. قال وزير النقل إن التسهيلات التي قدّمتها الدولة لفائدة الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية فرضت على الأخيرة ما أسماه »التزامات واضحة وشديدة«، مؤكدا أن مسؤولي هذه الشركة سيتحمّلون تبعات أي سقوط مُحتمل من خلال »الالتزام التسييري« الذي كُلّفوا به، حيث أشار إلى وجود أجهزة رقابة خارجية على التسيير، دون أن مستبعد اللجوء إلى العقوبات الجزائرية نتيجة أي ضرر يلحق بهذه الشركة التي استفادت من دعم معتبر من طرف الدولة. وعلى هذا الأساس أوضح عمار تو ردّا على سؤال شفوي بالمجلس الشعبي الوطني طرحه النائب عبد العالي حسن شريف، أن قضية تخفيض الأسعار بالنسبة للنقل عبر قطارات الدفع الذاتي »هي قضية قاعدية تُطرح على المستوى الوطني«، وأكثر من ذلك فإن المتحدّث أورد بأن الأسعار المعمول بها حاليا »لا تُمكّن الشركة من تحقيق مردودية مالية..«، لكنه مع ذلك لم يتحدّث عن إمكانية زيادة التسعيرات أكثر من السقف المعمول به حاليا. واعترف الوزير بأن مشكل تسعيرات النقل عبر قطارات »الأوتوراي« يعتبر من بين انشغالات مصالحه، لكنه تابع مستطردا: »التعامل مع هذا الانشغال سيكون واحدا، ولو أن الشركة مجبرة على تحمّل الخسائر، وبالتالي فنحن ندرس إمكانية التوفيق بين مطالبها ومطالب المواطنين«، مضيفا أن هناك إمكانية لإعادة تشغيل قطار الدفع الذاتي بالكهرباء الرابط بين العاصمة وولاية المسيلة من دون مراجعة التسعيرة التي كانت محلّ سؤال النائب. وبعد تزايد الطلبات في كل من ولايات وهرانوبجاية وسطيف وكذا الشلف بخصوص إعادة النظر في توقيت الإقلاع أو برمجة رحلات إضافية عبر »الأورتوراي«، أعلن وزير النقل أن دراسة قيد الانتهاء سيتم الكشف عنها في الأسبوع القادم على أقصى تقدير دون أن يقدّم مزيدا من التفاصيل، مكتفيا بالقول إنها تأخذ بعين الاعتبار الإشكال القائم في التوقيت، وخلص إلى أن »نحن ندرس الأمر رغم صعوبته، وستكون هناك مقاربة شاملة والحلّ سيكون قريبا..«، ورفض بالمناسبة مقارنة التسعيرة مع تلك المعمول بها في الحافلات. تجدر الإشارة إلى أن الأسعار المعتمدة في النقل عبر القطارات ذات الدفع الذاتي تبلغ 700 دينار في الخط الرابط بين بجاية والعاصمة، في وقت تُقدّر التكلفة في الحافلة 300 دج و500 دج بالنسبة لسيارات الأجرة، كما تعتمد شركة النقل بالسكك الحديدية تسعيرة ب 1300 دج في خط وهران-العاصمة، و600 دج بين العاصمة والمسيلة ما دفع المسافرين إلى مقاطعته وهو ما أدى إلى إلغاء الرحلات نهائيا، بينما تصل التكلفة 600 دج في خط الشلف والعاصمة بمعدل رحلتين يوميا لكل هذه الخطوط. وفي سياق ذي صلة دافع عمار تو عن حصيلة قطاعه في السنوات الأخيرة عندما أشار إلى ما قرابته 1100 كلم من خطوط السكك الحديدية توقفت واختفت نهائيا منذ الاستقلال، إضافة إلى توقف 800 كلم عن التشغيل، منتقدا »عدم انتباه منتخبي البرلمان إلى هذا الأمر الخطير، فكادت الشركة الوطنية أن تندثر..«، وأضاف بأن الدولة قرّرت في جوان 2009 إجراء تطهير مالي وصفه ب »الهام جدّا«، مثلما أفاد بوجود 3800 كلم قيد التشغيل حاليا بعدما كانت في حدود 2500 قبل عامين، وبحسب الأرقام التي تحدّث عنها فإن المسافة الإجمالية لخطوط النقل بالسكك الحديدية ستصل إلى 10 آلاف كلم مع حلول 2014.