بداية هل لك أن تحكي لنا أولى خطواتك في الإعلام؟ البداية كانت في التلفزيون الجزائري سنة 1996 حين نظّمت مسابقة لاختيار صحفيين ومذيعين للنشرة الأمازيغية واللهجة الميزابية، والحمد لله وفقت في المسابقة وبدأت المغامرة من هناك باللغة الأمازيغية قبل أن يطلب مني بعد بضعة أشهر أن أنتقل إلى النشرات الإخبارية باللغة العربية، وأنا أفتخر لكوني اشتغلت في التلفزيون الجزائري باللغتين اللتين تمثلان هويتي وهوية كل جزائري. مغادرتك التلفزيون الجزائري كانت طبيعية أم في ظروف معينة؟ تزامن رحيلي من التلفزيون الجزائري مع رحيلي إلى الخارج، وطبعا أي رحيل نحو خارج الوطن ليس سهلا على أحد، لكن مغادرتي لوطني لم تكن إلا جسدية لأن الوطن يظلّ يسكننا إلى الأبد ونحن أيضا نسكنه بقلوبنا وعقولنا إلى الأبد، بل إن تعلقنا بالوطن يزداد كلما أجبرتنا الظروف على الابتعاد عنه، لذا أعتقد أن الجزائري المهاجر الذي يعود يوما ما إلى بلده قد يعود، في معظم الحالات، بالكثير من الخبرات والتجارب، لكنه يعود بالتأكيد بحب أعظم لوطنه. كيف ترى تجربتك في "بي بي سي" وهل تختلف عن تجربة "التلفزيون الجزائري"؟ التلفزيون الجزائري هو مدرستي الأولى وسأظل أحتفظ له بمعزة خاصة ولكل من تعلمت منهم فيه بالكثير من الاحترام والامتنان، و ال»بي بي سي« مدرسة عظيمة أعتز بأنها شرفتني يوما ما بقبولي ضمن العاملين فيها، ورغم أنني اشتغلت في عدة قنوات إلا أنني أحتفظ لكلا المؤسستين بمنزلة خاصة، وسيكون صعبا علي المقارنة بينهما أو تفضيل إحداها على الأخرى. هل استطعت التأقلم مع شهر الصيام بلندن؟ ليس سهلا تعويض تلك الأجواء الرمضانية الخاصة في الجزائر، لكن الشهر الفضيل يحمل في حد ذاته أجواءه الخاصة التي تجعلنا نعيش شهرا كاملا مفعما بالروحانية والتقرب من الله بكل السبل صلاة وصياما وذكرا وتصدقا، كما أن رمضان يمنحنا أجواء عائلية خاصة حتى حين نكون في الغربة، من جانبي، أحرص أيضا على لقاء الأصدقاء والأحبة أكثر من مرة خلال رمضان حول طاولة الإفطار، وفي أحيان كثيرة يكون الشهر المبارك فرصة للالتقاء بأصدقاء لم أتمكن من لقائهم لأشهر طويلة وأحيانا منذ رمضان الفارط. كيف ترى تجربة انفتاح السمعي البصري في الجزائر؟ لا يمكنني إلا أن أرحب بالانفتاح الإعلامي الذي طال انتظاره في القطاع السمعي البصري، وأرحب أكثر بإرساء قواعد مهنية وعادلة تنظم هذا القطاع وآمل أن يكون ذلك قد بدأ بتعيين أعضاء سلطة الضبط، لكن ما يؤسف له هو المضايقات والاعتقالات التي يتعرض لها إعلاميون، كل ما اقترفوه هو أنهم حاولوا أن يقوموا بمهامهم في خضم الفوضى القانونية التي لم يكونوا السبب في وجودها، وبالمناسبة أتمنى، مع اقتراب عيد الفطر المبارك، أن يتم الإفراج عن الزملاء مونية نجاعي ومهدي بن عيسى ورياض حرتوف. وبخصوص برامج رمضان في القنوات الجزائرية، أشاهد بعضها بشكل يومي وأصبح ذلك من روتين اليوم الرمضاني لدي، فهناك الكثير من الأعمال المحترمة جدا كما أن هناك مجالا واسعا للتطوير بخصوص الكثير الآخر. كلمة أخيرة لزملاء المهنة في الجزائر وكل الصحفيين المغتربين؟ تمنياتي بالتوفيق للجميع وأملي أن تكون هناك يوما ما هيئة مهنية تنجح في لم شمل الجميع باختلاف الانتماءات والحساسيات السياسية وغيرها، رمضان مبارك على الجميع وصح فطوركم جميعا.