قال البروفيسور عمر فرحاتي رئيس المجلس العلمي بكلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة محمد خيضر ببسكرة ل»صوت الأحرار« أن جبهة التحرير الوطني من الأحزاب التي تعمل على استمرار واستقرار مؤسسات الدولة الجزائرية والمحافظة على المكتسبات المحققة وعدم العودة إلى العشرية السوداء التي عان من ويلاتها الشعب الجزائري. وفي تحليله للأحداث الأخيرة التي شهدتها بعض المدن، أوضح فرحاتي أن المجتمع المدني يمكن تقسيمه إلى قسمين. الأول خاص بالأحزاب السياسية، والثاني خاص بالجمعيات الوطنية والمحلية. وفي هذا السياق قال أن الأحداث باغتت الجميع، ولم تكن متوقعة، وبهذه السرعة وتسارعها، مشيرا إلى بعض الأحزاب كان لها رد فعل إيجابي من خلال إدانة الأحداث والتأكيد على شرعية المطالب المرفوعة والمرتبطة بغلاء المعيشة والذي تعود إلى المضاربة وأمور أخرى يعلمها العام والخاص. وأضاف محدثنا أن الأحزاب بالجزائر مقسّمة إلى صنفين أساسيين، الأولى همّها استمرار واستقرار الدولة والمحافظة على المكاسب التي حققتها الدولة، ورفض العودة إلى العشرية السوداء، وعلى رأسها جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي، الذين سارعا إلى دفع وتفعيل عمل إطاراتهما على المستوى الوطني والمحلي، في حين هناك أحزاب أخرى مواقفها معروفة وتحاول استغلال هذه الأحداث لأغراض سياسية، مؤكدا أن »لا الظرف ولا الوقت مناسبين لاستغلال مثل هذه الأحداث التي يمكن أن تعيد الجزائر إلى محطات سابقة يمكن أن يؤثر بشكل عام على كل المكتسبات التي حققتها الجزائر بما في ذلك تجاوز المرحلة الصعبة المتمثلة في العشرية السوداء، التي دمّر فيها الإرهاب الكثير من الإنجازات التي حققتها الجزائر منذ الاستقلال«. ومن خلال قراءته للتدابير المتّخذة مؤخرا من طرف الحكومة قال الدكتور فرحاتي أن من الناحية التقنية والاقتصادية فهي مرحب بها، وتعتبر مشجّعة وإيجابية، ويمكن أن تعطي الحلول الآنية لغلاء المعيشة، لكن الأمر مرتبط أيضا بإجراءات يجب أن تفعل، ومن بينها إعطاء دور أكبر للأجهزة الإعلامية الثقيلة، ومحاولة إسماع صوت الشباب، وعدم ترك الهامش للفضائيات ليكون لها الدور الأكبر في توجيه الرأي العام المحلي، وهذه نقطة مهمة يجب أن تأخذ بعين الاعتبار من طرف الجهات المعنية حسب ذات المتحدث. من جهة أخرى يرى البروفيسور فرحاتي أن تفعيل واتخاذ إجراءات إضافية من طرف السلطات العمومية يساهم في مساعدة الشباب على التغلب على مشاكلهم وهذا تعزيزا للإجراءات المتخذة منذ سنوات في إطار الإستراتيجية الشاملة للدولة والمتعلقة بمحاربة البطالة وخلق فرص عمل للشباب. وفي سياق متصل دعا إلى ضرورة الإسراع في عملية إنجاز المخططات التي أكد عليها رئيس الجمهورية المتعلقة بالسكن، والأهم من ذالك الإسراع في توزيع هذه السكنات، وهذا يدخل في إطار تفعيل العلاقة بين قمة الهرم والمواطنين التي يفترض أن تكون علاقة تواصل، وهذا ما سعت الدولة لتحقيقه منذ سنوات طويلة يقول فرحاتي، مشددا على ضرورة فتح وسائل الإعلام الثقيلة حتى تساير هذه التحولات في العالم.