استنفرت الرّسالة التي خطّها بعض المجاهدين، تناولت "تدخلا" في تسيير شؤون حزب جبهة التحرير الوطني، القاعدة النضالية للحزب، وحملت عشرات البيانات الصادرة عن محافظات الحزب وقسماته، عبارات المساندة والتأييد المطلق لقيادة الأفلان برئاسة عمار سعداني، موجّهة سهام الانتقاد والاستنكار لهذه الخرجة الغير مبررة، على اعتبار بعدهم عن الحزب و" لا يحق لهم التدخل في تسيير شؤونه لا من قريب ولا من بعيد"، مثمنة قرارات المكتب السياسي المجتمع مؤخرا برئاسة الأمين العام بالنيابة احمد بومهدي . تهاطلت أمس بيانات الدعم والمساندة لقيادة الأفلان على قاعة التحرير بالجريدة، ردا على ما ورد في الرسالة التي وقّعها عدد من المجاهدين تخص شأنا داخليا بحزب جبهة التحرير الوطني، وأفصحت محافظات الحزب وقسماته من كل ربوع الجزائر، عن تأييدها التام ودعهما المطلق لقيادة الحزب ممثلة في الأمين العام عمار سعداني والمكتب السياسي. وفيما يشبه سيلا من البيانات استغرب إطارات الحزب ومناضلوه من مختلف أقاصي البلاد في بياناتهم، من هذه الخرجة من مجاهدين يكن لهم الأفلان احتراما خاصا، يكن هذا لن يمنع وفق البيانات من إيقاف أي احد يتدخل في شؤون حزب جبهة التحرير، مؤكدين تزكيتهم لكل القرارات الصادرة عن الأمين العام عمار سعداني والمكتب السياسي المرافق له . وعبرت محافظات حزب جبهة التحرير الوطني بجميع مناضليها وإطاراتها عن استغرابها الشديد لمضمون البيان المذكور، لما تضمنه من معطيات تحيد عن الواقع وتجانب الحقيقة، وتتساءل عن خلفية إصداره في هذا الظرف بالذات الذي يتطلب تظافر جهود جميع المخلصين لهذا الوطن، بغية مواجهة التحديات الكبيرة وكسب الرهانات العديدة التي تعمل البلاد جاهدة على تحقيقها على أكثر من صعيد، بقيادة رئيس الحزب والمجاهد فرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة. وبعد استنكار القاعدة الدعوة إلى إدخال رمز الأفلان للمتحف، أكدت بأن هذه الدعوة تنطوي في باطنها وحقيقتها على وضع الجزائر ببيان 1 نوفمبر 1954 الخالد وبجميع ثوابتها ومبادئ هويتها ومنظومتها من القيم الوطنية، طي النسيان والتجاهل، بما يضع البلاد في منزلق خطير وفي وضع من التيهان بين الأمم. وأمام الاتهامات الخطيرة والصادرة عن قلة من المجاهدين، التي لا ترتبط بالحزب نظاميا ولا هيكليا وسبق لبعضها أن شكك في قدرات رئيس الجمهورية، فإن محافظات الحزب تجدد مرة أخرى دعمها لقيادة الحزب وعلى رأسها الأمين العام الأخ عمار سعداني، وهي القيادة المنبثقة شرعيا عن المؤتمر العاشر الأخير واعتبرت محافظات الأفلان بأن ما يحاك ضد الحزب في هذه الظروف وقبيل استحقاقات شعبية مفصلية، إنما هي بغاية مريبة تهدف إلى زعزعة صفوفه والنيل من استقراره ومن ثمة المساس باستقرار البلاد، وبالنظر إلى هذه المساعي اليائسة من أصحابها، وجهت دعوة إلى جميع المناضلين والمناضلات إلى التحلي باليقظة ل"دحر هذه المناورات الدنيئة والالتزام بخدمة الوطن والحزب".