أشرف، أمس، الأمين العام لحزب جبهة التحرير الدكتور جمال ولد عباس على لقاء جمعه بوفد من الجمعية الوطنية لقدماء المحكوم عليهم بالإعدام برئاسة المجاهد مصطفى بوديبة، تم خلاله الإعلان عن عودة المنظمة إلى صفوف الأفلان والالتفاف حول مبادرة رئيس الجمهورية الرامية إلى بناء جبهة وطنية عتيدة. وفي كلمته خاطب الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني أعضاء جمعية قدماء المحكوم عليهم بالإعدام إبان الثورة التحريرية الكبرى والذين حضروا اللقاء قائلا "بعودتكم إلى بيت الأفلان انتم في بيتكم الطبيعي"، مضيفا "فرنسا الاستعمارية حكمت عليكم بالإعدام لأنكم حملت السلاح في وجهها باسم حزب جبهة التحرير الوطني". وفي ذات السياق ذكر الدكتور جمال ولد عباس الذي يعد من بين المحكوم عليهم بالإعدام، لتضحيات جيل الثورة، الذين ضحوا بالنفس والنفيس من اجل استقلال البلاد، بينهم الذين حكمت عليها السلطات الاستعمارية آنذاك بالإعدام، مؤكدا أن ذلك الجيل كان سلاحه الإيمان تحذوه الإرادة وحب الوطن. وبخصوص المشاكل التي طرحها أعضاء الجمعية الوطنية لقدماء المحكوم عليهم بالإعدام التزم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني بالتكفل شخصيا بهذه الانشغالات مع جميع الوزارات المعنية، مؤكدا بالقول "الدولة الجزائرية لا يمكن أن تتنكر لكم"، متعهدا بإعداد برنامج يتضمن ندوات جهوية في إطار الحملة الانتخابية الخاصة بالانتخابات التشريعية القادمة بمعية جميعة قدماء المحكوم عليهم بالإعدام من جهة أخرى تطرق الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني إلى الأحداث الأخيرة التي شهدتها منطقة القبائل، مؤكدا أن الدولة ستبقى واقفة والجزائر ستبقى دوما عصية على أعدائها، مشيدا في الوقت نفسه بالجهود التي يبذلها رئيس الجمهورية في إطار تعزيز الوحدة الوطنية والحفاظ على امن واستقرار البلاد. وبعد أن حيا الحكمة التي تحلى بها سكان منطقة القبائل خلال الاحتجاجات الأخيرة، ذكر الدكتور جمال ولد عباس بالبيان الذي أصدره حزب جبهة التحرير الوطني في هذا الخصوص، مشددا بالقول "الجزائر التي ضحى من اجلها مليون ونصف مليون شهيد لا تنتظر دروسا في الوطنية"، مضيفا "الأفلان الذي سيبقي إلى الأبد لا يقبل المساس بالوحدة الترابية للوطن. من جانبه أكد مصطفى بوديبة رئيس جمعية قدماء المحكوم عليهم بالإعدام أن لقاء اليوم يعد تأكيدا على "عودتنا إلى حزب جبهة التحرير الوطني"، مشيدا بالعمل الذي يقوم به الأمين العام للحزب الدكتور جمال ولد عباس في إطار إحياء الذاكرة الوطنية وإعادة الاعتبار لرموز الثورة التحريرية الكبرى. وقال في ذات السياق "المحكوم عليهم بالإعدام قرروا العودة إلى الأفلان رفقة عائلاتهم وذويهم انطلاقا من مبدأ أن فرنسا التي حكمت علينا بالإعدام كان من أجل الجزائر وجبهة التحرير الوطني". ومن هذا المنظور يرى مصطفى بوديبة أن المحكوم عليهم بالإعدام الذين بلغوا درجة كبيرة من الوعي في حب الوطن، واعون بالتحديات التي تواجهها الجزائر في الوقت الراهن، معلنا عن انخراطهم ضمن مبادرة الجبهة الوطنية العتيدة التي أعلن عنها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، في ظل المخاطر والتهديدات التي تتربص بالبلاد، ناهيك عن تواجد الجزائر ضمن حلقة النار بفعل الأزمات الأمنية بعدد من دول الجوار. من جهة أخرى تطرق رئيس الجمعية الوطنية لقدماء المحكوم عليهم بالإعدام إلى المشاكل التي يعني منها أعضاء الجمعية، غير انه استطرد قائلا "نعاني الكثير من المشاكل لكننا وضعنا الجزائر في صلب الأولويات"، محذرا في السياق ذاته من المؤامرات التي تحاك من هنا ومن هناك من أجل زعزعة استقرار الجزائر.