رهن وزير المجاهدين الطيب زيتوني، تطور العلاقات الاقتصادية بين الجزائروفرنسا بتسوية ملفات الذاكرة، قائلا إن عدم الاعتراف بالجرائم الفرنسية ستنسف بها ويرجعها إلى نقطة الصفر، وأكد أن الجزائر تنتظر الكثير من زيارة ماكرون بالنظر إلى تصريحاته السابقة كمترشح للانتخابات الرئاسية الفرنسية حول ما قام به الإستعمار الفرنسي. قال وزير المجاهدين الطيب زيتوني، الاثنين، لدى نزوله ضيفا في "فوروم الإذاعة "، إن الجزائر تعلق آمالا على زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للجزائر غدا في تسوية الملفات العالقة الخاصة بالذاكرة بين البلدين التي تعد –حسبه- شرطا أساسيا في نسج الثقة، مضيفا أن العلاقات بين البلدين لن ترقى ولن تكون طبيعية إلا بتقديم الاعتذار والتعويض والاعتراف بالجرائم من قبل فرنسا وهو مطلب شرعي يجب الاستجابة إليه. وقال الطيب زيتوني لدى نزوله ضيفا في "فوروم الإذاعة "، ننتظر الكثير من زيارة ماكرون الذي كان قد صرح في زيارته السابقة إلى الجزائر كمترشح للانتخابات الرئاسية الفرنسية " بأن ما قام به الاستعمار جرائم حرب"، واعتبر الوزير حديث الرئيس ماكرون عن الجرائم ضد الإنسانية خلال تصريحاته السابقة أثقل ما قيل من طرف رئيس فرنسي، مشددا على أن الجزائر لن تبني علاقاتها المستقبلية مع فرنسا على أساس التصريحات بل من خلال الملموس، مضيفا أن البلدين قاما بخطوات لا بأس بها في عدة مجالات، لكن الأساس في العلاقات يبقى هو ملف الذاكرة، مشيرا إلى أن 56 بالمائة من الشعب الفرنسي يطالبون فرنسا بالاعتراف بجرائمها، واسترسل قائلا " على الرغم من أننا بلغنا درجة كبيرة في العلاقات الاقتصادية بين الجزائروفرنسا إلا أن عدم تسوية ملفات الذاكرة قد ينسفها ويرجعها إلى نقطة الصفر". وذكر ضيف الفوروم أن ملفات الذاكرة الوطنية تتعلق بأربعة محاور وهي الأرشيف الوطني والمفقودين إبان ثورة التحرير وعددهم 2200 مفقود، وتعويض ضحايا التفجيرات النووية، إلى جانب واسترجاع جماجم المقاومة التي عندها أكثر من 150 سنة، وفي هذا الصدد أكد وزير المجاهدين، أن هذه الملفات معقدة وحساسة وتتطلب صبرا، مضيفا أن الجزائر لن تقبل المساومة عليها أو طيها، لأن الشعب الجزائري يتنفس ثورته وماضيه من دون نسيان مستقبله. وعن مطلب اعتذار فرنسا عن جرائمها الاستعمارية، قال الوزير إن هذا المطلب شرعي وتوافقه القوانين الوطنية والدولية، مضيفا " نحن لسنا ضد الفرنسيين بل ضد الاستعمار الفرنسي، وسنطالب بحقوقنا دون تراجع ودون خلفيات"، مشددا على أنه لا يمكن أن تكون العلاقات حسنة بدون تسوية الملفات العالقة بخصوص الذاكرة. وعن جديد الاتصالات بين الجانبين الفرنسي والجزائري لإعادة تفعيل اللجان المشتركة الخاصة بالذاكرة، أفاد وزير المجاهدين أن هذه اللجان التي شرعت في العمل وتوقفت بسبب الانتخابات الرئاسية الفرنسية، وسنعمل بالتنسيق مع وزير الشؤون الخارجية والسفير الجزائري الجديد بباريس لبحث كيفية العمل مع الجانب الفرنسي لاستئناف عمل هذه اللجان من دون العودة إلى نقطة الصفر ووضع حلول ملموسة لتسوية الملفات العالقة. وكشف عن التحضير لاحتفالات مظاهرات 11 ديسمبر، حيث سيكون الاحتفال الرسمي بولاية إليزي تحت شعار "11 ديسمبر إرادة حرة برمجة نوفمبر الحرية "، إلى جانب التحضير لأول مرة للقاء خاص بذكرى انعقاد مؤتمر باندونغ تحت إشراف لجنة على مستوى وزارة المجاهدين والهدف منه التذكير بأصدقاء الثورة الجزائرية وكل من ساند قضيتنا العادلة. وألح زيتوني على ضرورة تقوية الجبهة الداخلية للتمسك بملف الذاكرة من خلال التركيز على تعليم مادة التاريخ، مشيرا إلى التعاون الذي يجمعهم مع وزارة التربية لتكوين الناشئة في مجال الحفاظ على الذاكرة، حيث تم تسليم كتب حول كيفية تدريس مادة التاريخ في الطور الابتدائي والمتوسط والثانوي. وأكد المتحدث ذاته على أنه هناك نقلة نوعية في كتابة التاريخ من خلال جمع الشهادات الحية وهناك برنامج أسبوعي على مستوى المتاحف لبث الأفلام التاريخية، كما أضاف أنه يعمل على انجاز متاحف على مستوى 48 ولاية، مجددا التذكير بتسليم 32 عمل وثائقي للتلفزيون الجزائري وانجاز أكثر من 100 عمل يجمع بين أشرطة وأفلام وثائقية وطويلة وكذا استلام الأرشيف من 12 دولة شقيقة. ووفي إطار عصرنة خدماتها، كشف الطيب زيتوني أن دائرته الوزارية قامت برقمنة كل أرشيفها وملفاتها وسيتم ابتداء من جانفي 2018، معالجة كل الملفات الخاصة بالمجاهدين والشهداء وذوي الحقوق على مستوى المديريات دون اللجوء إلى مقر الوزارة.