كشفت عملية انتخاب رؤساء المجالس الشعبية الولائية، العديد من المعطيات، فبالإضافة إلى ترجيح الكفة لصالح حزب جبهة التحرير الوطني الذي عادت إليه رئاسة 31 مجلسا شعبيا ولائيا لغاية يوم أول أمس، نجح الأفلان في تحقيق الإجماع من خلال تزكية التشكيلات السياسية لمرشح الحزب العتيد كما الشأن في عيد الولايات. كرّس حزب جبهة التحرير الوطني ريادته في الساحة السياسية، بفضل النتائج التي تحصل عليها خلال الانتخابات المحلية التي جرت يوم 23 نوفمبر الماضي، فبعد فوزه برئاسة 603 بلدية، جاء الدور على رئاسة المجالس الشعبية الولائية التي فاز فيها برئاسة 31 مجلسا ولائيا لحد الآن، علما أن الأفلان قد تحصل في هذه الانتخابات على 711 مقعدا. وأسفرت عملية الانتخابات لرئاسة هذه المجالس الولائية فوز الحزب العتيد في ولايات الجزائر العاصمة، وهران، الطارف, تندوف، عين الدفلى، باتنة، غليزان، الأغواط، سكيكدة، سعيدة، تيبازة، سوق اهراس، النعامة، البيض، سعيدة، أم البواقي، ورقلة، البيض، المسيلة، تبسة، ورقلة، تندوف، عنابة، معسكر، تيسمسيلت، عين تيموشنت، تيارت، أدرار، المدية، خنشلة وواد سوف. ويأتي فوز حزب جبهة التحرير الوطني برئاسة هذه المجالس بعد أن حاز على ثقة باقي التشكيلات السياسية الفائزة في هذه الانتخابات، بعد جهود قادتها قيادة حزب جبهة التحرير الوطني من اجل كسب دعمها وهو ما تأتي من خلال بيانات التزكية لمرشحي الحزب العتيد، مع الإشارة إلى أن الأمين العام الدكتور جمال ولد عباس كان قد أصدر تعليمة بخصوص هذه المسألة شدد من خلالها على ضرورة بذل الجهود وإجراء المفاوضات مع التشكيلات السياسية الفائزة في هذه الانتخابات من اجل الظفر برئاسة هذه المجالس. وكان حزب جبهة التحرير الوطني قد حقق الإجماع بالعديد من الولايات بعد أن زكت التشكيلات الفائزة في انتخابات المجالس الشعبية الولائية مرشحي الحزب العتيد على غرار ولاية ورقلة اين تم التصويت على مرشح حزب جبهة التحرير الوطني زعطوط مصطفي بالإجماع، وحظي بتزكية كل من حركة مجتمع السلم، حزب الفجر الجديد، الجبهة الوطنية الجزائرية، حزب الكرامة والتجمع الوطني الديمقراطي، مع الإشارة إلى أن حزب جبهة التحرير الوطني قد حاز على 11 مقعدا خلال انتخابات المجلس الشعبي الولائي بورقلة من أصل 39 مقعدا. وبهذا يكون حزب جبهة التحرير الوطني قد كسب رهانه الثاني المتمثل في الانتخابات المحلية بعد فوزه في الانتخابات التشريعية الماضية، مما يعبد له الطريق نحو تجسيد برنامج رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ميدانيا مثلما كان قد شدد عليه الأمين العام للحزب الدكتور جمال ولد عباس في تصريحاته السابقة، خاصة وان الأفلان قد عزز موقعه من خلال التحاق العديد من المنتخبين من باقي التشكيلات السياسية الفائزة في الانتخابات بصفوفه، في صورة عبد الحكيم بطاش الفائز برئاسة بلدية الجزائر الوسطى الذي قرر الانضمام لصفوف الحزب العتيد.