نجيب بلحيمر/:[email protected] الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بالجوع والظلام والقنابل والصواريخ لم تكن ممكنة لولا المساهمة العربية الحاسمة، فقد أظهرت عملية الاقتحام الأخيرة للحدود مع مصر ورد الفعل الرسمي المصري عليها أن الحصار قرار عربي في المقام الأول. اللهجة التي تحدث بها وزير الخارجية المصري عن المقاومة الفلسطينية التي وصفها بالكاريكاتورية والمضحكة والوعيد الذي أطلقه في وجه الفلسطينيين عندما قال إن من يتجرأ على كسر الحدود ستكسر قدمه، ثم التنديد الأردني بما وصف بأنه سرقة حماس لقافلة المساعدات الإنسانية الموجهة للقطاع كلها مؤشرات تثبت أن إسرائيل تبيد الفلسطينيين بمباركة صريحة من القاهرة وعمان الملتزمتان بمواصلة محاصرة الشعب الفلسطيني إلى غاية تحقيق الهدف الإسرائيلي المعلن وهو إسقاط حماس وتدمير المقاومة بصفة نهائية. مسؤولية ما يجري للفلسطينيين في غزة تتجاوز مصر والأردن لتشمل العرب جميعا الذين اتخذوا قرارا سابقا بكسر الحصار لكنهم لم ينفذوه، والقرار اتخذ قبل أن تطرد حماس سلطة عباس من القطاع وقد كان الحصار شاملا للفلسطينيين في الضفة والقطاع غير أن ما جرى من تطورات فيما بعد جعل العرب يشعرون أنهم في حل من التزاماتهم وأن حماس تتحمل مسؤولية ما يجري لمليون ونصف مليون فلسطيني في غزة. والحقيقة أن الحصار لا علاقة له بما يسمى انقلاب حماس على السلطة بل هو قرار سابق لتلك التطورات، فقد بدأت المقاطعة الأمريكية والغربية للحكومة الفلسطينية مباشرة بعد إعلان نتائج الانتخابات الفلسطينية، وما جاء من تطورات فيما بعد هو جزء من مساعي الانقلاب على الإرادة الفلسطينية، فالحصار المالي الدولي على الفلسطينيين كان حلقة أولى ثم جاءت المواجهات بين فتح وحماس لينتهي الأمر بدفع حماس إلى ما قامت به في غزة، والجريمة الكبرى التي يجري تنفيذها الآن هي الحلقة الحاسمة، ومن هنا فإنه من المغالطة ربط الحصار الحالي بما فعلته حماس، ومن الجور تحميل حماس مسؤولية الجرائم الإسرائيلية التي يجري تنفيذها بتواطؤ عربي سافر.