أظهرت الجزائر تضامنا قويا مع الشعب الفلسطيني منذ بداية العدوان الظالم على غزة والمحرقة الرهيبة التي تتعرض لها طيلة أربعة عشر يوما، حيث استنكرت من خلال موقفها الرسمي والشعبي حرب الإبادة التي يقترفها الكيان الصهيوني ضد المدنيين الفلسطينيين وهبت لمساعدتهم ونصرتهم والتضامن معهم ماديا ومعنويا. فقد سارعت الجزائر منذ بداية الجريمة التي تقترف في حق الأبرياء في غزة للإعلان عن موقفها الرسمي وتقديم المساعدة والمساندة لسكان غزة بصفة خاصة والفلسطينيين بصفة عامة انطلاقا من كونها السباقة دائما لتقديم الدعم عندما يتعلق الأمر بنصرة ودعم القضايا العادلة التي دأبت على دعمها لإيمانها الراسخ بمثل هذه القضايا خاصة القضية الفلسطينية التي يعد موقف الجزائر منها موقفا ثابتا، ويكفي أنه تم على أراضيها قيام الإعلان عن دولة فلسطين في نوفمبر 1988. فالتضامن الواسع والمساندة للجزائريين مع إخوانهم في غزة ينبع من إيمانهم بحقهم المغتصب والذي اعترفت به الجزائرمنذ الاستقلال وهو ما أكده وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بلخادم في كلمة ألقاها خلال الاحتفال بالذكرى المزدوجة ال21 لتأسيس دولة فلسطين والرابعة لوفاة الرئيس الفلسطيني الأسبق ياسر عرفات مؤخرا قائلا أن "استقلال الجزائر لازال منقوصا مادام لم يكتمل باستقلال الفلسطينيين". وإلى جانب الدعم الدبلوماسي للقضية الفلسطينية تأتي الجزائر في قائمة الدول العربية التي أوفت بالتزاماتها المالية تجاه القضية الفلسطينية ضمن الاشتراكات المالية التي تمنح في إطار الجامعة العربية، كما كانت منذ بدء العدوان الأخير في الموعد وسارعت إلى إرسال المساعدات الإنسانية إلى الشعب الفلسطيني الذي وقفت معه في كل الظروف الصعبة التي مر بها. وقد أكدت الجزائر -التي أقامت منذ بدء العدوان جسرا جويا لإرسال المساعدات والذي يتابعه رئيس الجمهورية شخصيا- تضامنها القوي ومساندتها للشعب الفلسطيني ماديا ومعنويا، كما أظهرت الفعاليات الحزبية والنقابية والطلابية موقفها مما يحدث في غزة ودعت الدول العربية إلى المساعدة الفعلية. وتأتي وقفة الجزائريين على اختلاف انتماءاتهم وأعمارهم لتؤكد إيمانهم بالقضية الفلسطينية ونصرتهم للشعب الفلسطيني حيث عبر الجميع عن رفضهم للظلم الذي تتعرض له غزة وهبوا لتقديم المساعدات الإنسانية لسكان القطاع منها عملية التبرع بالدم التي توافد الجزائريون عليها لتختلط دماؤهم بدماء إخوانهم في غزة ما أدى إلى تمديد فرصة التبرع لجميع المواطنين. وكانت شحنتان من المساعدات قد أرسلت إلى غزة تضمنت تجهيزات طبية ومواد صيدلانية ومواد غذائية لاسيما منها الدقيق والحليب بالإضافة إلى سيارتي إسعاف مجهزتين بأحدث الوسائل الطبية ومحطة لتصفية المياه ومولدات كهربائية وعتاد لإزالة الركام والردوم. وكعادتها تجندت المستشفيات الجزائرية لاستقبال الجرحى الفلسطينيين وأبدى مجلس أخلاقيات الطب الجزائري وأطباء العيادات الخاصة من جهتهم استعدادهم التام لتقديم العون لجرحى القصف الإسرائيلي سواء بالتنقل إلى قطاع غزة أو التكفل بهم على أرض الوطن. وقد تنوعت العمليات التضامنية المنظمة لفائدة غزة منذ اليوم الأول من العدوان، فإلى جانب المساعدات المادية والطبية والتبرع بالدم نظمت الأحزاب السياسية والمنظمات الوطنية والمجتمع المدني والفنانين والمثقفين عدة تجمعات ووقفات تعبيرا عن تضامنهم مع غزة ورفضهم لما يتعرض له سكانها من إبادة وجريمة حرب ضد الإنسانية. وعبر البرلمان من جهته عن رفضه لما يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة وأطلقت الكشافة الإسلامية من جهتها مبادرة لإنشاء صندوق وطني لدعم أطفال القطاع في إطار مبادرات تضامن الجزائر مع أطفال فلسطين ورفع الظلم عنهم وإنقاذهم من المجازر الرهيبة التي ترتكب في حقهم. وتابع الجزائريون بألم كبير الصور المؤلمة للأطفال الذين أبيدوا بالقنابل الإسرائيلية التي كان لها وقع الصدمة على الجزائريين الذين عبروا عن رفضهم المطلق لما يتعرض له الفلسطينيون في غزة خاصة المدنيين من الأطفال والنساء وخرجوا أمس في مسيرات عفوية منددين بشدة بالعدوان الإسرائيلي على غزة وعبروا عن تضامنهم التام والثابت مع فلسطين. وخصصت وزارة التربية الدرس الافتتاحي عند استئناف التلاميذ للدراسة بعد انتهاء العطلة الشتوية بداية الأسبوع الفارط للعدوان على فلسطين وتابع ثمانية ملايين تلميذ عبر الوطن الدرس حول معاناة الفلسطينيين وضرورة مساندتهم ودعمهم، وخصصت خطبتا الجمعة أمس والأسبوع الفارط لمعاناة أهل غزة ونصرتهم وذلك إلى جانب وقفات التضامن المختلفة التي نظمت منذ بداية العدوان. وقررت أكاديمية المجتمع المدني الجزائري من جهتها رفع دعوى قضائية استعجاليه لدى المحاكم الدولية ضد الجرائم التي يتعرض لها الفلسطينيون في غزة كما تم تأسيس جبهة النساء الجزائريات للتضامن مع الشعب الفلسطيني ودعم الجهود الدولية الداعية إلى وقف العدوان ضد قطاع غزة. وقد عبر الجزائريون عبر مختلف ربوع الوطن عن غضبهم وتنديدهم بالعدوان الإسرائيلي على غزة وشاركوا في التجمعات ووقفات التضامن التي نظمت رافعين العلمين الوطني والفلسطيني، داعين الحكام العرب إلى إصدار قرارات لصالح غزة وفتح المعابر لإدخال المساعدات.