شكل موضوع التكوين من جيش التحرير الوطني إلى الجيش الوطني الشعبي، موضوع يوم دراسي، نظمته لجنة الدفاع بالمجلس الشعبي الوطني، أمس، بنادي الجيش بالعاصمة، حيث أجمع المتدخلون على أن التكوين ظل رهانا للمؤسسة العسكرية للسير قدما نحو الاحترافية، ولاسيما في ظل عولمة التهديدات الإرهابية. شدد المقدم مرداسي فيصل من وزارة الدفاع الوطني على الأهمية التي توليها قيادة الجيش للتكوين باعتباره الطريق الوحيد نحو تحديث قدرات القوات المسلحة والارتقاء بالجيش نحو الاحترافية التي تتطلب تكيفا سريعا وفعالا مع التحولات العلمية والتقنية التي يشهدها العصر ومنه الانفتاح على المحيط الخارجي للمؤسسة. ومن هذا المنطلق أوضح المحاضر أن جهاز التكوين في المؤسسة العسكرية بعد الاستقلال مر بعدة مراحل، وكل مرحلة عرفت تغييرات في البرامج العلمية والتقنية والتخطيط والقيادة، من اجل تحضير نخب الغد حسب المحاضر الذي شرح بالتفصيل البرامج التكوينية، ففي مطلع السبعينيات، شرعت المؤسسة العسكرية في إنشاء المدارس العسكرية كانت أهمها الأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشر شال ومدرسة أشبال الثورة ومدرسة التقنيين، في حين عرفت الفترة الممتدة مابين 1976 و 1983 إرسال البعثات العسكرية إلى الاتحاد السوفياتي وإعداد برامج ضخمة للتكوين القتالي، ثم عرفت منظومة التكوين تطورات إلى أن بلغت اليوم مستوى رفيع من التقدم العلمي والتقني والمادي بعد إدخال نظام »أل أم دي« على أطوار التعليم تخت إشراف وزارة التعليم العالي. وبرأي المحاضر المقدم مرداسي فيصل فان التحديات التي تفرضها المتغيرات الحاصلة في المجتمع والمحيط الخارجي خاصة في ظل تنامي الخطر الإرهابي العابر للقارات دفع المؤسسة العسكرية إلى التركيز على التكوين من اجل تحديث المنظمة الأمنية والدفاعية وتكييف القدرات البشرية والمادية للقوات المسلحة مع التطور التقني والعلمي المتسارع والذي جسدته العديد من المدارس العليا والمعاهد المتخصصة التي تضمن تكوينا عاليا للضباط وضباط الصف. من جهته، العقيد المتقاعد محمد رمضاني، سلط الضوء على التكوين خلال مرحلة الثورة وبالتحديد من سنة 1954 إلى غاية 1962 ، والذي شكل حسبه العقيدة العسكرية للثورة والتي تمحورت على التدريب على فنون القتال واستخدام الأسلحة وتنمية الروح الوطنية، أو ما يمكن الاصطلاح عليه محددات استراتيجبة الثورة التي تراعي احتياجات الثورة من جهة وبناء الروح الوطنية من جهة أخرى وفق ما تمليه القيم الجزائرية. من جانبه دعا رئيس لجنة الدفاع الوطني بالمجلس الشعبي احمد يرفع في كلمته الافتتاحية إلى ضرورة تسليط الضوء على موضوع التكوين في الجيش الوطني سليل جيش التحرير للتوثيق والتأريخ على اعتبار هذا الموضوع لم يلق الاهتمام اللازم من قبل الباحثين على الرغم من أهميته. وقد حضر اليوم الدراسي نواب وإطارات الشرطة وضباط من الجيش والجمارك.