أكد رئيس الجمهورية، وزير الدفاع الوطني، القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن المنطق يقتضي أن تأول إلى الجيل الجديد من الإطارات العسكرية، "مهمة تحقيق تحديث الجيش الوطني الشعبي وجعله يضطلع بمواصلة رسالة سلفه جيش التحرير الوطني المجيد". الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، أكد في إفتتاحية المجلة الشهرية للمؤسسة العسكرية، "الجيش": "ما يبعثني على الإفضاء لكم بالاهتمام البالغ الذي أوليه شخصيا لتطوير أداتنا الدفاعية وتحديثها من خلال بناء جهاز دفاعي يتساوق على أحسن وجه مع واقع وطننا ومتطلبات الساعة". وشدد رئيس الجمهورية على وجوب تأهيل تجهيزات الجيش الوطني الشعبي الذي أصبح اليوم-كما قال- "ضرورة لا مناص منها، وأضحى تعزيز قدراتنا العملياتية فرض عين لا يجوز التفريط فيه"، مضيفا بأن هذا التوجه "بات يقتضي الإهتمام بالتخطيط العسكري على المدى البعيد بمراعاة مختلف أبعاد الدفاع والأمن وأولوياتهما وكذا ما تملكه البلاد من القدرات الذاتية". وأوضح بوتفليقة بأن الأمر "يتعلق بمطلب ديمومة خياراتنا في مجال الدفاع، وفي نفس الوقت الشروع تدريجيا في إعداد ثقافة دفاع وطنية وفعلية في بلادنا". وأبرز رئيس الدولة ضرورة أن يكون هذا الجهاز "قادرا على ضمان المرونة في التوظيف على نحو يراعي مطلب تشبيب هيأة التأطير، والهدف هذا، الذي يندرج إندراجا طبيعيا في مجرى مسار تعميم الإحترافية ضمن قواتنا المسلحة يتطلب تجسيده تكثيف جهود التكوين وتثمين الموارد البشرية". وزير الدفاع الوطني، قال: و"كان حضوركم في الحقل الإنساني ومعالجة مخلفات الكوارث الوخيمة التي أصابت بلادنا حضورا مشهودا بالغ الأهمية والأثر بالنسبة لمن نكب من المواطنين"، مضيفا:"أما اليوم وبالذات في هذا الظرف العصيب التي يمر فيه العالم بأسره بفترة من التوتر والإرتياب وفي ظل التهديدات الجديدة المتعددة الأشكال، فقد أضحت الإعتبارات الأمنية ومسألة الدفاع الوطني تتصدر الإنشغالات في جميع دول المعمورة". ونوّه بوتفليقة بضباط وضباط الصف وجنود الجيش الوطني الشعبي، الذين "بفضل إخلاصهم ووحدة صفهم وحسهم العالي بالمسؤوليات الملقاة على عاتقهم، وبالرغم من جميع المحن والإحن التي إعتورت البلاد خلال السنوات الماضية، وقفوا في صون قيم نوفمبر والإستمرار في أداء رسالتهم المقدسة المتمثلة في الدفاع عن سلامة التراب الوطني والمساهمة في ترسيخ دعائم الدولة وأركان الجمهورية". وأكد القائد الأعلى للقوات المسلحة، في إفتتاحية "الجيش"، في عدد خاص لها، بمناسبة الذكرى ال53 لإندلاع الثورة التحريرية، أن قدرات الشعب الجزائري على المقاومة وعلى التصدي لكافة الأخطار التي إعترضت مساره التاريخي، "لتشكل مؤهلا يتعين علينا تثمينه وإدراجه في مقارباتنا لقضايا الدفاع الوطني". كما شدد الرئيس بوتفليقة، على أن الجزائر "وعيا منها بموقعها الجيوسياسي، لم تتردد قط وهي تنادي بالمبادئ الأساسية التي ما إنفكت تستمد منها مواقفها الإقليمية والدولية، في المساهمة طوعا في جميع المبادرات الرامية إلى إشاعة السلم والأمن في كل مكان". في هذا الإطار، إستشهد رئيس الجمهورية بمشاركة وحدات الجيش الوطني الشعبي، في المناورات والتمارين المشتركة مع جيوش البلدان المجاورة والصديقة، مشيرا إلى أن ذلك "إلا من وحي هذه الرغبة عينها في التفتح ومن عزمنا على المشاركة الفعالة في أي عمل جماعي ومسؤول يرام منه مواجهة الأخطار التي تهدد دول المنطقة كلها". أما في مجال التعاون العملياتي والعسكرية، أكد الرئيس بوتفليقة، أنه أعطى أوامر للقوات المسلحة ب "العمل دوما على تحسين مستوى الأداءات العملياتية البينية سواء تعلق الأمر بالوسائل أم بطرائق العمل مع نظيراتها في البلدان المعنية بإستقرار محيطنا الأمني". جمال لعلامي