خيمت الاضطرابات المتواصلة في مصر على أسواق النفط والبورصة في مختلف أنحاء العالم، فصعدت أسعار النفط لأعلى مستوى منذ سنتين ونصف السنة، في حين بدت وجوه المستثمرين بالبورصات عابسة بعد تراجع الأسعار إلى مستوى متدن للغاية وذلك على الرغم من البيانات المطمئنة الصادرة عن المعاهد الاقتصادية والشركات. وأدت المخاوف من توسع الاحتجاجات التي انطلقت بداية في تونس ثم تلتها مصر أن تنتقل إلى مناطق عربية أخرى غنية بالنفط مما قد يؤدي إلى صعود صاروخي لأسعار الخام. ورغم أن مصر نفسها ليست بلدا نفطيا كبيرا فإن قناة السويس المصرية تعد معبرا مهما لسفن النفط حيث تقدر كميات النفط التي تحملها هذه السفن من دول الخليج العربي عبر القناة المصرية إلى دول البحر المتوسط بنحو مليون برميل يوميا. وفي ختام تعاملات أول أمس قفز سعر برميل نفط برنت (القياسي الأوروبي) فوق حاجز المائة دولار مسجلا مستوى 101.01 دولار للبرميل وذلك للمرة الأولى له منذ عامين ونصف العام. وفي بورصة نيويورك التجارية (نايمكس) أغلق الخام الأمريكي الخفيف لعقود مارس مرتفعا 2.85 دولار أو 3.19% ليسجل عند التسوية بختام تعاملات الاثنين 92.19 دولارا بعد أن كان قفز اثناء الجلسة إلى 92.84 دولارا وهو أعلى مستوى لأسعار العقود الآجلة في نايمكس منذ أكتوبر 2008. وامتد تأثير الأزمة المصرية ليؤثر على أسواق البورصة العالمية، فأخذ مؤشر داو جونز الأمريكي رحلة التراجع منذ الأحد الماضي ثم تلته الأسواق في كل من أوروبا وآسيا ولا سيما الأسواق العربية. وكانت الخسائر في الأسواق العربية هي الأكبر حيث سجلت كل من أسواق السعودية ودبي وأبو ظبي وعمان وقطر والأردن أكبر خسائر يومية في ثمانية أشهر على الأقل. وفي آسيا منيت بورصة نيكي اليابانية بخسارة نسبتها 1.2% أمس مسجلة أدنى مستوى إغلاق منذ شهر، غير أن السوق التي تعد الأكبر آسيويا تمكنت خلال تعاملات أمس من تعويض بعض خسائرها بارتفاع المؤشر بنسبة 0.4% ليغلق عند مستوى 10274.5 نقطة. كمااستهلت بورصات فرانكفورت ولندن وباريس تعاملات الأسبوع بخسائر. يشار إلى أن سوق الأسهم في القاهرة بقي مغلقا منذ الأحد الماضي وذلك بعد أن هوت أسعار الأسهم الأسبوع الماضي حيث خسرت البورصة المصرية ما يقرب من 11 نقطة يوم الخميس الماضي فقط. وتعليقا على تأثير الأحداث في مصر، رأى روبرت هالفر من مصرف بادير بنك أن »مصر تشبه بركانا يفور« وأن التطورات الحالية لا تبشر بخير، مضيفا أن الشيء الكارثي في مثل هذه الأزمة هو عدم استطاعة تحديد أبعادها أو تقديرها بشكل واضح، وذلك خلافا للنتائج المتعلقة بالشركات أو بشأن البيانات الأساسية، مشيرا إلى أن البورصة تكره مثل هذه البلبلة في الأوضاع. ولفت هالفر إلى أن الكثيرين يخشون من أن تعم الاضطرابات الدول العربية، مما يمكن أن يؤدي إلى تراجع كميات النفط المعروضة في الأسواق. وأعرب أصحاب الأسهم من أن يمتد تأثير الاضطرابات الحالية في مصر إلى السوق العالمي حسب ما قال يورجن بيبر، أحد محللي مؤسسة ميتسلر البنكية في ألمانيا.