واعتبر البدري، في تصريح له على هامش مؤتمر الطاقة العربي، التي انطلقت أشغاله، أمس، بالدوحة، أن المضاربات تعد من بين الأسباب الرئيسية لانخفاض أسعار النفط. وكان البدري قد قال في وقت سابق إن منظمة أوبك تحتاج للتروي ومتابعة الوضع، قبل التحرك لاحتواء الانخفاض الحاد الذي شهدته أسعار النفط الأسبوع الماضي. وكانت أسعار النفط العالمية قد شهدت تراجعا متواليا في الأيام الأخيرة إلى غاية مساء الجمعة الأخير، لتخسر نحو 11 دولارا للبرميل، متأثرة بعوامل اقتصادية، أبرزها أزمة اليونان، واحتمال انتشارها لتطال دول أخرى، إضافة إلى تقلبات قيمة العملات الرئيسية في العالم، أبرزها الدولار. وسجلت أسعار النفط، أمس الأول، في سوق لندن تراجعا، حيث بلغ سعر برنت 55ر78 دولارا للبرميل، متراجعا ب 29ر1 دولارا بالنسبة لعقود جوان المقبل، أما الخام الأمريكي الخفيف في بورصة نيويورك، فقد بلغ أدنى سعر له أي 51ر74 دولارا للبرميل، مقابل 19ر78 دولارا للبرميل، سجل في بداية الأسبوع الماضي. وكما تراجع خام نفط منظمة الأوبك إلى 52ر78 دولارا للبرميل في جلسة يوم الخميس، ويعد أدنى مستوى منذ أواخر مارس الماضي، ليفقد خلال هذا الأسبوع 60ر2 دولارا للبرميل . ويرجع الخبراء هذا التراجع أساسا إلى تصاعد المخاوف من امتداد أزمة الديون اليونانية إلى دول أوروبية أخرى، بالإضافة إلى ارتفاع سعر صرف الدولار أمام الأورو كنتيجة لنفس الأزمة، إضافة إلى تقارير تدل على احتمال عودة المضاربين إلى السوق. كما يرجع الخبراء هذا الانخفاض أيضا إلى تأثر الأسواق بالبيانات الأمريكية، التي أكدت مؤخرا وجود مخزونات لدى الولاياتالمتحدة من النفط الخام ومشتقاته، تفوق بكثير التوقعات. علما أن أسعار النفط ترتبط عادة بعلاقة عكسية مع ارتفاع مخزونات النفط في الدول الصناعية، وخصوصا الولاياتالمتحدة، لأن ارتفاع المخزونات يعني أن هذا البلد لديه القدرة على الاستغناء عن الاستيراد مدة أطول. ورغم هذا التراجع، فإن أسعار النفط حاليا تعتبر في مستوى أفضل وأعلى قليلا من المستوى المستهدف من قبل الأوبك، التي ترغب في أسعار تتراوح بين 70 و80 دولارا للبرميل.