قال الدكتور في علم الاجتماع محمد جويلي أن الفساد في تونس يختلف عن ذلك المستشري في الدول العربية الأخرى، مشيرا إلى أنه كان فسادا عائليا شمل عائلة الرئيس المخلوع بن علي، وعائلة طرابلسي، ثم تحوّل ليشمل معظم مؤسسات الدولة بما فيها الأمن، حيث قال »إن غباء بن علي في ممارسته للفساد بصفة واضحة أدى إلى ثورة الشعب وانتفاضته من أجل تغيير النظام«. شبّه الدكتور في علم الإجتماع محمد جويلي خلال استضافته في ندوة »ضيف التحرير«، الفساد في تونس ب»المافيا العائلية«، قائلا إن هذا الملف يختلف بكثير عن الدول الأخرى، بحيث كانت هناك عائلات معدودة على رأس الأصابع- يضيف المتحدث- سيطرت على ثروات البلاد وتحديد مصير العباد، وهي أسماء عائلات، على رأسها عائلة الطرابلسي المصنفة »الأكثر فسادا والأكثر جشعا«، وبعد ذلك تأتي قائمة أخرى كلها عائلات ظهرت ثم سيطرت على الساحة الإقتصادية بشكل سريع خلال سنوات حكم بن علي. ووصف المحلل الاجتماعي الفساد العائلي الذي ساد في تونس ب «الغبي«، لأنه كان مكشوفا وواضحا للعيان، مضيفا أن الشعب التونسي كان يعلم درجة الفساد الذي لحق بالنظام الحاكم أثناء حكم الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، حيث شمل بعد ذلك مؤسسات الدولة وعلى رأسها عناصر الأمن الرئاسي، وهم من أنصار بن علي الذين تآمروا على أمن الدولة الداخلي وحمل الناس على مهاجمة بعضهم البعض بالسلاح والقتل والسلب، حيث أصبح الحكم سياسي أمني يساند »سلطة إرهابية« على حد قول المتحدث، وأغرق البلاد في دوامة الفساد والمحسوبية، على عكس مؤسسات الجيش التي كانت حيادية. وأضاف ضيف »صوت الأحرار«، أن هذا الفساد الذي عم مؤسسات الدولة كان وقود الانتفاضة الشعبية في جميع أنحاء تونس احتجاجا على سرقة الأموال التونسية، مما أدى إلى مغادرة الكثير من أفراد أسرة بن علي البلاد طلبا للأمان خلال فترة الاحتجاجات.