يزداد الضغط داخل حزب جبهة التحرير كلما اقترب استحقاق الانتخابات الرئاسية، حيث حظوظ بقاء الحزب متربعا على واجهة المشهد السياسي باتت ضئيلة، وبات من يوصفون بصقور الحزب في موقف العاجز عن إنهاء حالة الضياع والتيه التي تتخبط فيها الجبهة سيما بعد أن طال سيف العدالة عديد الوجوه المحسوبة على الحزب من أبرزها الأمين العام الأسبق جمال ولد عباس، وخليفته الآخر في المنصب، محمد جميعي، وكلاهما في السجن. الحزب العتيد اليوم أمام خيارين لا ثالث لهما، إما دم جديد برؤية سياسية جديدة أكثر تجاوبا مع تطلعات الشعب الجزائري بما فيه من قوى شبابية لا تنظر سوى إلى المستقبل، أو استمراره في التآكل إلى أن يصير هيكلا بلا روح سيما وأن عهد "الكوطة" و"الانتخابات المزورة" قد ولى. طيب حميدات العضو في اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني، يقول أن شبح المتحف بات تهديدا حقيقيا للحزب وهذا ليس بقرار يوقع في مستوى معين من مستويات السلطة القائمة في البلاد، ولكن بنزيف وعائه النضالي الحقيقي، وبقائه فقط غطاء سياسي لأصحاب المصالح وغالبيتهم من زمر المال الفاسد، المنتشر منذ سنوات داخل التنظيم، على حساب مبادئه وأهدافه السامية التي تأسس عليها. وقال عضو أمانة الشباب في "الأفلان"، صابور عماد الدين، أن الوقت قد حان كي يستلم شباب الحزب زمام الأمور، ولا مكان من اليوم فصاعدا لمن ساهموا في تحريف رسالة الحزب والخروج به عن أهدافه ومبادئه في الدفاع عن الوطن والمصالح العليا للبلاد، وتحويله إلى "معبد" لأداء طقوس الولاء للأشخاص والتواطؤ مع اصحاب المصالح الضيقة وتوظيف المال الفاسد في السياسة. ويشير صابور إلى أن في "الأفلان" خزان من الشباب والقيادات الشبابية العالية التكوين والأداء السياسي، ممكن سيكونون أهلا لتولي قيادة الحزب، وقال بأن تحركا يجري داخل اللجنة المركزية لتزكية قيادة شابة، يشهد لها بالاخلاص والثبات في المواقف ورفض الخضوع للضغوط المختلفة، وتغليبهم مصلحة الحزب على كل الاعتبارات. ومن جانبه عضو المكتب السياسي الأسبق، حسين خلدون، اعتبر ما يعيشه "الأفلان" اليوم نقطة تحول فاصلة، توجب القيام بما يحفظ بقاء الحزب من الزوال، وهذه مامورية صعبة جدا، تستدعي إقحام جيل المناضلين الشباب بقوة. وقال أننا بهذا الخصوص فتحنا اتصالات مع العديد من الشباب المشهود لهم بالخبرة والمسار النضالي المحترم، من أمثال عضو اللجنة المركزية الاطار الشاب الذي ظل مهمشا من القيادات السابقة، باديس بالودنين، وأمثاله كثيرون سنسعى لإقناعهم في تولي القيادة، ونحن على أتم القناعة بأن لا مستقبل سياسي ل "الأفلان" إلا بهؤلاء الشباب المناضل المتشبع بالفكر الوطني. لكن بو الودنين، وفي اتصال معه اعتبر المهمة صعبة، وقال أن الظرف الراهن يستدعي عدم التركيز علة المناصب والمسؤوليات وإنما على فتح نقاش بين المناضلين دون إقصاء، وخلق حركية في القسمات وفي الجهاز المركزي، والسماح للجميع بإدلاء رأيه، ومسألة انتخاب أين عام للحزب باتت أكبر من تتم داخل اطار اللجنة المركزية، بل تتعداها إلى مؤتمر وطني استثنائي مستعجل.