تتجه الأوضاع داخل حركة تقويم وتأصيل حزب جبهة التحرير الوطني، نحو زرع دم جديد في جسد الحركة الذي أصبح غير قادر على مواكبة التطورات السريعة داخل الحزب، سيما بعد انفجار الصراع على القوائم الانتخابية وتجدر مطلب سحب الثقة من الأمين العام عبد العزيز بلخادم داخل اللجنة المركزية. عقدت قيادات في تقويمية "الأفلان" أواخر الأسبوع الماضي بنية إعطاء دفع لمطالب الحركة، لقاء عمل وتنسيق، لم يحضره منسق الحركة صالح قوجيل، الذي لم يستدع للاجتماع بسبب غضب بعض الإطارات من أدائه سيما في مفاوضاته الأخيرة مع بلخادم، وتقديمه تنازلات جعلت حركة التقويم والتأصيل تفقد جوهر مطالبها، وهو المؤتمر الاستثنائي الرامي لتقويم ما أطلق عليه ب "انحراف قيادة الأفلان- عن النهج والخط الأصيل للحزب. وقال نشطاء في تقويمية "الأفلان" إن منسق الحركة الحالي صالح قوجيل استنفذ قل قدرات التجنيد والتأطير، وخوض ما بقي من فصول المعركة النضالية الداخلية ضد بلخادم، والقيادة الملتفة من حوله في المكتب السياسي، مشيرين – في حديثهم للسلام- إلى أهمية تشبيب قيادة التقويمية وجعلها قادرة على فرض أفكارها وتوجهاتها بديلا للقواعد النضالية الراغبة في إحداث تغيير داخلي في الحزب. وأعرب شركاء صالح قوجيل في الحركة التقويمية عن أسفهم لغياب الأخير عن تجمع أعضاء اللجنة المركزية المطالبين بتنحية بلخادم، في اللقاء الذي نظم بالمقر المركزي للحزب الأربعاء الماضي، معتبرين البيان الصادر عن قوجيل عشية هذا اللقاء، تضمن دعوة صريحة للتراجع عن مطلب سحب الثقة من القيادة الحالية للحزب وتراجع واضح عن قناعات الحركة التقويمية وأهدافها التي ظهرت من أجلها. ويقوم حاليا أكثر من "فصيل أفلاني" خوض غمار الحملة الانتخابية بقوائم حرة، على غرار القوائم التي يدير حملتها الانتخابية الوزير السابق رشيد بوكرزازة، وقوائم عبد الكريم عبادة باعتباره الذراع الأيمن للأمين العام السابق ل"لأفلان" علي بن فليس في اللجنة المركزية، وقوائم أخرى يؤطرها القيادي عباس ميخاليف، فضلا عن قوائم أخرى تدين بالولاء لما عرف بتنسيقية شباب "الأفلان"، وكلها محاولات يقوم بها مناضلون "أفلانيون" لم يجدوا مكانهم في القوائم الرسمية للحزب للتموقع في البرلمان القادم، ما سيجعل الجبهة مقبلة على مخاض داخلي، بات من المؤكد تحركه عكس طموحات بلخادم الذي يسعى لربح الوقت والاستثمار في الانتخابات لوقف الهزة التنظيمية التي تستهدفه.