قال سيف الإسلام القذافي إن النظام الليبي يريد التفاوض مع المعارضة، وتوقع الإعلان عن هدنة بين الحين والآخر، مهونا من نجاحات الثوار، في وقت هدد فيه أبوه معمر القذافي بفتح مخازن السلاح أمام الليبيين والقبائل وتحويل ليبيا إلى »نار وجمر«. وجاءت تهديدات الزعيم الليبي في خطاب أول أمس بالعاصمة طرابلس، التي ينوي آلاف المتظاهرين التوجه إليها من أنحاء مختلفة، بعدما شهدت أول أمس مواجهات بين محتجين على النظام ومؤيدين له سقط فيها العشرات. وتحدث سيف الإسلام أول أمس عن مفاوضات تجري وعن هدنة تعلن في القريب العاجل، وهون من قوة الاحتجاجات، وقال إن النظام يواجه مشكلتين صغيرتين فقط في مصراتة والزاوية، وإن أقر بوجود مشاكل في الشرق. وكان سيف الإسلام يتحدث أول أمس بالإنجليزية في أحد فنادق طرابلس الفاخرة إلى صحفيين أجانب سمح لهم بجولة في طرابلس تحت الحراسة، من أجل كشف ما يسميها النظام الليبي »مؤامرة إعلامية أجنبية«. وأقر سيف الإسلام بأن النظام أخطأ عندما أغلق ليبيا أمام الإعلام الأجنبي كما أقر بحاجة البلد إلى إصلاحات، لكنه جدد وصف من يواجهون النظام بأنهم »إرهابيون«، وقال إن من يحركهم هو زعيم القاعدة أسامة بن لادن، الذي قال سيف الإسلام إنه أيد تحركهم في بيان للتنظيم، حسب قوله. وقبل المؤتمر الصحفي جدد سيف الإسلام لقناة تركية تأكيده بأن النظام قرر أن »يحيا ويموت في ليبيا«. وكان معمر القذافي أكد أول أمس أنه سيسحق الاحتجاجات، وطالب في خطاب إلى أنصاره في الساحة الخضراء بالخروج إلى الشوارع وحماية مكتسبات ليبيا ومصالحها النفطية، والاستعداد لمواجهة من أسماهم الخونة. وهذا ثالث خطاب للقذافي، الذي يواجه احتجاجات واسعة لم يعرفها طيلة 42 من حكمه، في وقت توسعت فيه دائرة المنشقين من عسكريين ودبلوماسيين وسياسيين، لينضم إليها مقربون منه، كابن عمه أحمد قذاف الدم الذي استقال من مهامه احتجاجا على طريقة معالجة الأزمة، ودعا ل»وقف حمام الدم«، حسب ما نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية عن مكتب هذا المسؤول الذي كان منسقا للعلاقات الليبية المصرية. وبات المتظاهرون يسيطرون على مدن بكاملها شرقي البلاد، كما نجحوا غربا في الاحتفاظ بالزاوية ومصراتة القريبتين من طرابلس، وهي مدينة يقول شهود إنها خرجت أيضا عن سيطرة القذافي عدا معسكر باب العزيزية. ويتوقع أن يتوجه –حسب شهود عيان- آلاف المتظاهرين إلى الساحة الخضراء منطلقين من داخل العاصمة ومن خارجها. وقال أحدهم إن عشرة آلاف خرجوا أول أمس في تاجوراء المتاخمة لطرابلس بعد صلاة الجمعة، وانضم إليهم آلاف آخرون وأعضاء من الشرطة العسكرية، لينطلقوا إلى قلب طرابلس. وشهدت العاصمة أول أمس مواجهات بين مؤيدين للقذافي ومعارضين له خرجوا للتظاهر بعد صلاة الجمعة، ووُوجِهوا بإطلاق نار قتل فيه شخصان، كان مصدره -حسب أحد الشهود- سيارات إسعاف، وكان بين الذخائر المستعملة رصاص مضاد للطائرات حسب شاهد آخر. وتحدث شهود عن مواجهات قوية وإطلاق نار أول أمس في أحياء فشلوم وزاوية الدهماني وبن عاشور والسياحية، وشارع الجمهورية وسوق الجمعة. ونصبت مليشيات للقذافي نقاط تفتيش في شوارع رئيسية بعد صلاة الجمعة التي كانت التوقيت الذي خرج على أساسه المصلون في مسيرة مقصدها الساحة الخضراء، التي لم يبلغوها بعد أن واجههم مسلحون أطلقوا عليهم النار حسب شهود. كما تواترت أنباء عن انضمام قاعدة »معيتقية« الجوية في طرابلس إلى الثوار، لتكون مطارا عسكريا آخر يقع في أيديهم، بعدما سقطت الأربعاء مدينة مصراتة وقاعدتها. ودعا رائد في سلاح الجو الطيارين إلى النزول في قاعدة مصراتة، التي شنت عليها الكتائب الأمنية المؤيدة للقذافي هجوما نجح المتظاهرون في صده. وحسب مصادر شن الهجوم اللواء رقم 32 بقيادة خميس نجل القذافي، وهو أقوى ثلاث وحدات تحمي النظام. وأصبح المحتجون يسيطرون على مدن رئيسية بينها بنغازي وطبرق في الشرق الذي بات كله تقريبا خارج سيطرة القذافي، وهو جزء قال القذافي ونجله سيف الإسلام سابقا إن إسلاميين متشددين يحاولون تأسيس إمارة إسلامية فيه. لكن القيادي السابق في الجماعة الليبية المقاتلة عبد الحكيم الحصادي نفى الاتهامات في تسجيل مصور.