أقدمت صبيحة أمس، أزيد من 75عائلة قاطنة بالعمارة »ل« بحي ديار الشمس ببلدية المدينة بالعاصمة، على قطع الطريق تنديدا بسياسة الحقرة والتهميش التي اتخذتها إزاءها السلطات المحلية التي تجاهلت وضعيتها طيلة السنوات الماضية على حد قولها، حيث هددت بتصعيد الاحتجاج إذا لم تلتزم السلطات الوصية بوعودها. تجددت الاحتجاجات أمس، بحي ديار الشمس، حيث خرج شباب إلى الشارع وقطعوا الطريق الوطني رقم 9 الرابط بين بئر مراد رايس والعناصر وغلقوا منافذ الحي وهو ما تسبب في عرقلة حركة المرور، حيث استعملوا المتاريس والعجلات المطاطية، مما استدعى تدخل رجال الأمن لاحتواء الوضع وتطويق المكان وتفريق المحتجين الذين رفعوا لافتات تشيد بمجهوات رئي الجمهورية وتحمل شعار »تحيا بوتفليقة«، مؤكدين أنهم يثمنون قرارات الرئيس المتعلقة ببرنامج إعادة إسكان العائلات المتضررة والقضاء على البيوت القصديرية والهشة بالعاصمة إلا أنهم استهجنوا سوء تطبيقها من قبل المسؤولين المحليين. وأكد المحتجون أن ما زاد من توتر الأوضاع هو الصمت الذي تواجههم به السلطات المحلية في كل مرة موضحين أنهم سئموا من الوعود المزيفة المقدمة من قبل المسؤولين في حل مشكلتهم العالقة منذ سنوات، مضيفين أنه لا سبيل أمامهم سوى اللجوء إلى الشارع بهدف ترحيلهم من سكنات أصبحت أشبه بالقبور إلى شقق لائقة تحفظ كرامتهم، وقد نددت العائلات المحتجة بالوضعية المزرية التي تعيشها يوميا في شقق ضيقة تتكون من غرفتين تنعدم فيها شروط الحياة الكريمة علما أن عمر منازلهم يعود إلى العهد الاستعماري. وجاءت هذه الاحتجاجات بعد سقوط أحد جدران العمارة أثناء تهاطل الأمطار دون أن يخلف أية خسائر بشرية، مما أحدث حالة من الرعب والهلع في أوساط السكان مشيرين إلى أن مصالح بلدية المدنية تنقلت إلى المكان لمعاينة الوضع حيث أخطرتهم باتخاذ الإجراءات اللازمة بشأنهم، مؤكدين أنهم يعيشون في خوف دائم من انهيار العمارة على رؤوسهم في أية لحظة خاصة وأن منازل العمارة بدأت أسقفها وجدرانها تنهار تدريجيا، مضيفين أن البناية صنفتها المصالح التقنية ضمن الخانة الحمراء منذ زلزال 2003. للإشارة، فإن حي ديار الشمس كان قد عرف في السنة الماضية موجة من الاحتجاجات أدت إلى ترحيل العائلات المتضررة وهو ما دفع أبناءهم للخروج مجددا إلى الشارع أمس، لمطالبة السلطات المحلية بتنفيذ وعودها بإلحاقهم بالعائلات التي تم ترحيلها سابقا، وهدد السكان الذين تجمهروا بالتصعيد والاستمرار في الاحتجاجات وقطع الطريق أمام المارة في حال عدم استجابة المسؤولين لمطالبهم وترحيلهم في أقرب الآجال.