تقدم اليوم ،بقاعة الموقار،العرض الشرفي لمسرحية »السواد في الأمل«،التي تندرج ضمن خانة المونودراما للممثلة المبدعةريم تاكوشت في تجربة ركحية جديدة بعد سلسلة من الأعمال الناجحة في السينما والمسرح والتلفزيون. المسرحية الجديدة من تأليف حسين نذير وإخراج جمال قرمي ،المعالجة الدرامية جمال السعداوي ،سينوغرافيا سماعيل لعمش ،وتأليف الموسيقي مراد كشود. و تدور أحداث المسرحية حول يوميات امرأة تعيش في غابة تمتلك فيها صندوقا و شجرة تروي لهما عدة مواضيع تتعلق بحياتها الشخصية والوطن ومختلف المشاكل الاجتماعية التي تتخبط فيها فئة الشباب لاسيما البطالة و ظاهرة هجرة الأدمغة والحراقة. و تعالج الممثلة طوال ساعة من الزمن، كل هذه المواضيع في طابع درامي على خلفية بناء موسيقى مميزة تجمع أجواء الفرح والغبطة بلحظات الحزن والأسى وسط أضواء خافتة توحي إلى السواد و الظلام . و تواصل الممثلة في سرد مختلف وقائع المسرحية وسط صرخات تارة تعبر عن الألم و ضحكات تارة أخرى تعبر عن الفرحة والأمل مع مناداة البطلة في مرات عديدة بالتمسك بالأمل و السعي إلى الحفاظ عليه ما دام الشخص حيا. و تختتم المسرحية بصمت وتأمل تجسده الفنانة على إيقاعات موسيقى هادئة إلى غاية بزوغ الفجر من خلال الأذان الذي يعلن عن بداية يوم جديد وأمل متواصل لتتلفظ الممثلة بعبارة »يوجد الأمل ما دامت الحياة قائمة« ويحمل ذلك دلالات عديدة. وخلال ندوة صحفية،أكد المخرج جمال قرمي أن نص المسرحية يدخل ضمن الكتابة الركحية أي تم تعديله عدة مرات خلال التدريبات لضمان تسلسل أحداث المسرحية. و أضاف أن الجديد الذي ميز هذه المسرحية هو أنها تجسد واقع »المسرح الحميمي«، أي تعتمد على الصمت في كثير من محطاتها الممزوجة بالحوارالذاتي و أناشيد من التراث الشعبي . من جانبها أشارت الفنانة ريم تاكوشت، أن العشرية السوداء كان لها أثر في المسرحية من خلال الصرخات التي كانت تطلقها الممثلة من حين لآخر، مضيفة أن عنوان المسرحية كان »الغالية« و تم تغييره إلى »السواد في الأمل« خلال التدريبات . وأوضح ،جمال قرمي ،أن المسرحية ترتكزعلى ورشة لنقل إحالات الدرامية المختلفة. ويرتكز الحدث في هذا العرض على الحالة الاجتماعية للشباب الجزائري والهاجس المحوري للمنودراما هو العزلة والحرقة والمقروئية ؛ لأن هذه الأخيرة أساس العقل وغياب وسائل تثقيف العقل ينتهي إلى الجهل، والدوران في حلقة مفرغة واعتبر جمال قرمي أن أصعب شيء في المسرحية بالنسبة للمخرج هو اختيار اللوحات وأوقات العرض وأن أصعب شيء بالنسبة للفنان هو جعل الجمهور يتمتع بالملل الذي يصنعه أثناء العرض. و تميز ديكور المسرحية باقتصاره على صندوق وشجرة مقطعة حيث يعبر الأول --حسب المخرج--عن الماضي أو الذاكرة في حين تعبرالشجرة المقطعة وذات جذور عن بقاء الأمل رغم بعض المشاكل التي تشوبه.