يعود الاحتفال باليوم العالمي للشعر كل 21 مارس من كل سنة، وفي هذا اليوم تنظّم العديد من الندوات واللقاءات والأمسيات شعرية. فكيف احتفل الشاعر الجزائري في هذا اليوم؟، هل ألقى شعرا في الشارع في ظل اتهامه للمؤسسات الثقافية بعدم الاهتمام به وتغييبه من الساحة الثقافية في الجزائر وتركه على الهامش، في الوقت الذي تتهمه ذات المؤسسات بانعدام حس المبادرة وانتظار مثل هذه المناسبات لتبادل اللوم؟ ألقى سمير مفتاح المكلف بالاتصال على مستوى الديوان الوطني للثقافة والإعلام اللوم على الشعراء، واتهمهم بالغياب وانعدام حس المبادرة، ورد على سؤال »صوت الأحرار« المتعلق بعدم تنظيم أي أمسية شعرية في اليوم العالمي للشعر، كون الديوان أكبر مؤسسة ثقافية ترعى الإبداع والثقافة، قائلا »الديوان الوطني للثقافة والإعلام غارق في دوامة من النشاطات بمناسبة الجزائر عاصمة الثقافة الإسلامية، ولا يمكن للديوان أن يجمع كل الخيوط، خاصة عندما يتعلق الأمر بالشعراء، نحن لم نغلق الباب يوما في وجه أي شاعر جزائري، بل نسعى إلى تعزيز الشعر، ولعل عكاظية الشعر العربي هي العرس الكبير الذي يلتقي فيه الشعراء. فكيف نحاسب اليوم على يوم واحد في السنة لم يكن إلغاءه من الأجندة مقصودا ولا إراديا؟«، ليضيف »لماذا لا يقدم الشعراء والشاعرات اقتراحات مكتوبة للديوان الوطني؟، كنوع من المبادرات التي تكمل نشاطه، ليؤكد أنهم لم يتلقوا أي اقتراح ينم عن الرغبة في إحياء هذا اليوم العالمي. هذه الأسباب التي لم تجد مبررا لدى مجموعة من الجمعيات الثقافية الناشطة في الحقل الثقافي في الجزائر، وعلى صعيد متصل رصدت »صوت الأحرار« رأي مجموعة من الجمعيات الثقافية عن إحيائها لهذا اليوم، على غرار الشاعر عبد العالي مزغيش، رئيس جمعية »الكلمة« الذي رد قائلا »لقد توجهنا في زيارة مفاجئة إلى الشاعر أبو القاسم خمار، بمناسبة اليوم العالمي للشعر رفقة العديد من رفقائه وأصدقائه رفقة الروائي أمين الزاوي وصديقه الصالح حرز الله ولقد فرح كثيرا بهذه الالتفاتة.... لكن كنشاط ثقافي لإحياء هذا اليوم لم ننظم شيئا«، فيما صرحت عقيلة رابحي رئيسة منتدى »الإبداع الأدبي« قائلة »لم أسع إلى تنظيم أي نوع من النشاط اليوم ، أهنئ الشعراء بعيدهم العالمي لكن أقول لهم أين أنتم؟، لعلكم متم، أظن أن الشاعر مات فكيف نحيي الموتى«، في رؤية أكدت ذات المتحدثة وجودها للأسف في الساحة الثقافية في الجزائر، لتضيف »كرئيسة منتدى تعبت، عند تنظيم أي موعد ثقافي تعترضني العديد من المعوقات، إما الفضاء، وهذا إشكال حقيقي، وإما الإشهار، لتأتي بعدها إشكالية أخرى وهي: لمن ننشط؟، أحيانا يحسب عدد الحاضرين في القاعة على الأصابع ورغم هذا لا نلغي النشاط«. من جهة أخرى تساءلت الشاعرة ومحافظة الشعر النسوي منيرة سعدة خلخال »أين هي الفضاءات التي تحتضن الشعراء في عيدهم العالمي؟، أكاد أجزم أن معظم مؤسساتنا الثقافية نسيت هذا اليوم ولا تعيله أية أهمية«، وأطلقت تسمية »الربيع في الصحراء« في مقارنة الوضع الراهن للشعر في الجزائر، واكتفت قائلة » أنا أعيش الشعر في داخلي، في أعماقي، أعيشه في تأملي وذاتي، ولا أنتظر من أي مؤسسة ثقافية شيئا ولا احتفالا مهما بلغ صداها، أنا أنتمي للشعر وفي هذا اليوم لا أريد سوى أن أعيش وأكتب بأقصى قدر ممكن من الحرية«، لتضيف »عن نفسي احتفلت بهذا اليوم على صفحات »الفايس بوك«، رفقة صديقاتي من الشاعرات عبر الوطن العربي، لقد جاء اليوم الذي نحتفل به افتراضيا لا واقعيا للأسف، وعوّضت التكنولوجيا الحديثة تلك العلاقات الإنسانية التي تعتز أكثر في لقاءات شعرية وأدبية«. من جهتها لم تول الشاعرة ربيعة جلطي أهمية كبيرة للاحتفال المناسباتي باليوم العالمي للشعر قائلة »صحيح أنني أُدْعَى ضيفة لاحتفالات تقام هنا أو هناك في بلدان مختلفة تحتفي بالقراءة الشعرية والشعراء إلا أن الاحتفال الحقيقي بقرارة نفسي باليوم العالمي للشعر، يظل »جوانيا وليس برانيا«، فهو يتجلى في التأمل في العلاقة بين الربيع وبين الشعر كحالة انقلابية إيجابية، الربيع يشبه الشعر لكونه يدخل الحياة ويلج الطبيعة ليثوِّر كل ما فيها، يقلب اليابس إلى خضرة والرماد إلى ألوان زاهية والضباب إلى ضياء«. وأضاف جلطي »مهما تطاولت الحداثة فالشعر سيدها، مهما انفتحت القرائح على الكتابات والتجريبات فالشعر يظل مركز كل كتابة. لا يمكنني تصور الإنسان دون شعر، حتى أنني أقول: الشعر من تعريفيات الإنسان. الإنسان كائن شعري«.