استمتع،أول أمس، جمهور قاعة الموقار بالعاصمة بالعرض الفني الذي قدمته فرقة» بهَرتا نَتيام« الهندية، حيث نجحت الفرقة في تحقيق الفرجة من خلال الرقصات الاستعراضية التي جسدت كلّ رقصة وعددها 08،جانبا من جوانب الثقافة الهندية بأبعادها التراثية العقائدية التي يتميز بها جنوب الهند بقيادة الراقصة »ساروجا« البالغة من العمر 74 عاما. استهل الحفل الذي حضره جمهور غفير من عشاق الرقص الاستعراضي الهندي ،بكلمة القنصل الهندي بالجزائر،الذي أكد حرص بلده على تعزيز العلاقات الثقافية مع الجزائر وقال إن الحفل جاء ليعرف الجمهور الجزائري بالثقافة الهندية التي تتميز بتنوع كبير،وان عرض فرقة» بهَرتا نَتيام« لون من ألوان ثقافة جنوب الهند ، مشيرا إلى أنّ مثل هذه النشاطات تندرج في إطار التجسيد الميداني للعلاقة المتميّزة بين الشعبين ، مضيفا في نفس السياق بأن الهند ستكون حاضرة في تظاهرة تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية. كما أشار أحد أعضاء الفرقة التي تتكون من 6 فتيات و رجل فضلا إلى الراقصة» ساروجا«إلى أنّ »بهارات نايتام« هي في الواقع شكل من أشكال الرقصات الهندية الكلاسيكية المستمدة من جنوب الهند. مضيفا أنّ اسم »بهارات« مستمد من كلمة »باهاراتا« وهو الاسم القديم للهند، أمّا كلمة »بهارات نايتام«فتعني الرقص الموسيقي المسرحي، وهي من بين أقدم الرقصات الهندية التي لها علاقة بالطقوس الدينية، ليتم منع هذا النوع من الرقص خلال الاحتلال الإنكليزي ليعاد بعثه بداية من القرن ال 19. وحسب نفس المصدر، فإنّ تعلّم هذا النوع من الرقص صعب للغاية ويتطلّب مهارات عالية، لذا يتم اليوم تدريسه للصغار، خاصة للفتيات مع فتح الباب للذكور لتعلّمه. وعرف الحفل الذي نظمه الديوان الوطني للثقافة والإعلام بالتنسيق مع سفارة الهند بالجزائر، حضورا معتبرا للجمهور العاصمي والجالية الهندية بالجزائر، حيث تجاوب الكل مع العرض الفني الذي دام حوالي ساعتين من الزمن، أين أبدعا أعضاء الفرقة في الرقص عبر 8 لوحات استعراضية امتزجت فيها الكلمة بالنغمة الهندية وبالإيقاعات المتناسقة التي تفاعلت معها أجساد الراقصات، اللواتي قدّمن عروضا في غاية الإتقان زادتها حركات الوجه والجسد واليدين جمالا رحلت بالجمهور إلى بوليود من خلال الديكور الذي طغت عليه أمواج البحر. و يعتمد الرقص الاستعراضي الهندي الذي يشكل عنصرا أساسي في السينما الهندية على عدة أشكال من خلال مجموعة من الحركات الدقيقة والتعابيرالتي تتماشى مع مختلف الإيقاعات الموسيقية. وما يزيده جمالا هي تلك الملابس التقليدية على غرار» الساري« بمختلف ألوانه التي ترمز للطبيعة وتأخذ مكان الديكور بما يحمله من أكسيسوارات تحن لها العين كلما تابعت تلك المجموعات التي تنتقل بتناغم من زاوية لأخرى على أي ركح تعلوه ، بطريقة محكمة تحمل تفاؤل الراقصين بحركاتهم المنبثقة عن المزاج والمشاعر الخاصة، بشكل رشيق ، من خلال التركيز علي الأنغام المختلفة التي تشكل علاقة وطيدة بين الرقص و الحركات.