احتضن قصر ''الثقافة والفنون'' لمدينة سكيكدة سهرة الأربعاء الأخير، عرضا فنيا ممتعا أحيته فرقة ''بهارات نايتام'' الهندية، التي أمتعت الجمهور بباقة من الرقصات الهندية الشعبية، حيث جسدت كلّ رقصة وعددها ,08 جانبا من جوانب الثقافة الهندية بأبعادها التراثية العقائدية التي تجسّد معاني الحب وانتصار الخير على الشر والوفاء، في مشاهد امتزجت فيها الكلمة بالنغمة الهندية وبالإيقاعات المتناسقة التي تفاعلت معها أجساد الراقصات، اللواتي قدّمن على مدار ساعتين كاملتين عروضا في غاية الاتقان زادتها حركات الوجه والجسد واليدين جمالا. العرض الهندي الذي يعدّ الأوّل من نوعه على مستوى الولاية، نظّمته مجموعة ''دودسال'' الهندية التي تشرف على أشغال على مستوى المنطقة الصناعية البتروكيمائية، لصالح شركة أمريكية مكلّفة بإنجاز المركب الضخم للغاز الطبيعي، وحضره إلى جانب السلطات الولائية، سعادة سفير دولة الهند بالجزائر، السيد كولديس آس، الذي أثنى في كلمته الافتتاحية على العلاقة المتينة التي تربط بين الجزائر والهند. مشيرا إلى أنّ مثل هذه النشاطات تندرج في إطار التجسيد الميداني للعلاقة المتميّزة بين الشعبين، ومنه الجانب المتعلّق بالثقافة، ناهيك عن علاقات التعاون الأخرى، لا سيما في المجال الاقتصادي، حيث تعدّ الهند من بين أكبر شركاء الجزائر في هذا المجال.وخلال دردشة جمعته ب ''المساء''، أكّد السيد كيشان داس، مدير المشروع على مستوى شركة ''دودسال''، أنّ هذا النشاط الثقافي يندرج في إطار تفعيل العلاقة الأخوية المتينة التي تجمع بين الشعبين الهندي والجزائري، خاصة وأنّ شركته توظّف بسكيكدة إلى جانب 600 عامل هندي، أكثر من ألف عامل جزائري يعملون جنبا إلى جنب في أجواء أخوية.وفيما يخص اسم الفرقة، فقد أشار أحد أعضاء هذه الأخيرة إلى أنّ ''بهارات نايتام'' هي في الواقع شكل من أشكال الرقصات الهندية الكلاسيكية المستمدة من جنوب الهند. مضيفا أنّ اسم ''بهارات'' مستمد من كلمة ''باهاراتا'' وهو الاسم القديم للهند، أمّا كلمة ''بهارات نايتام'' فتعني الرقص الموسيقي المسرحي، وهي من بين أقدم الرقصات الهندية التي لها علاقة بالطقوس الدينية، ليتم منع هذا النوع من الرقص خلال الاحتلال الإنكليزي ليعاد بعثه بداية من القرن ال .19 وحسب نفس المصدر، فإنّ تعلّم هذا النوع من الرقص صعب للغاية ويتطلّب مهارات عالية، لذا يتم اليوم تدريسه للصغار، خاصة للفتيات مع فتح الباب للذكور لتعلّمه-.