دعا غربي قدور رئيس الفيدرالية الوطنية للمتبرعين بالدم إلى ضرورة تكثيف الجهود من أجل القضاء على فكرة ''التبرع العائلي''، داعيا كل المواطنين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 65 سنة والذين يتمتعون بصحة جيدة للتبرع بدمهم لإنقاذ أرواح المرضى، مشيرا إلى أن 95 بالمائة من المتبرعين في الجزائر من الطبقة المتوسطة في المجتمع والتي تحتاج إلى وجبات ومعاملة أحسن من تلك الموجودة في مراكز حقن الدم، مطالبا في ذات السياق السلطات المحلية الاعتراف بالاتحادية كمنظمة ذات منفعة عامة ومنحها ميزانية تسمح لها بأداء عملها على أكمل وجه. كشف غربي قدور رئيس الاتحادية الجزائرية للتبرع بالدم أن العمل الذي تقوم به هذه الأخيرة يندرج في إطار تحسيس المواطنين ودعوتهم للتبرع بالقليل من هذه المادة الحيوية التي وحده الجسم البشري يقوم بتصنيعها ولا يمكن لأي آلة أخرى أن تقوم بهذه المهمة، وذلك عن طريق حثهم طيلة أيام السنة وخاصة في مثل هذه المناسبات على التقرب من مراكز حقن الدم المنتشرة عبر مختلف أرجاء الوطن، ويتمثل الهدف من ذلك هو تذكير المجتمع في كل مرة بنبل العملية التي تتوقف عليها أرواح الكثيرين، علما أن هناك مرضى في المستشفيات في انتظار هذه الخطوة التي تعيد لهم الحياة. التبرع بالدم في الجزائر في تحسن مستمر وأكد محدثنا أن عملية التبرع في الجزائر في تحسن من سنة لأخرى لكن ما تأمله الاتحادية هو أن يكون الدم متوفرا باستمرار في المستشفيات و ليس فقط عندما يحتاج إليه المريض، لذا فكل مواطن يتراوح سنه بين 18 و 65 سنة مطالب بالتبرع بكمية من الدم مرة أو مرتين في السنة، كما تسعى من خلال الجهود المبذولة إلى القضاء على التبرع العائلي الذي يرهن شفاء المريض إلى غاية إيجاد متبرعين، فكثيرا ما يطلب من المريض استدعاء أفراد من عائلته ليتبرعوا له بقليل من الدم، هذا الأمر يكون سهلا على أولئك القاطنين بالعاصمة لكن القادمين من الولايات الداخلية للوطن يبقون رهينة في المستشفى إلى أن يتحقق ذلك . من جهة أخرى يقول رئيس الاتحادية أن المخاوف من عقبات هذه العملية لم تتغير بعد لدى المواطنين الذين يعزفون عن القيام بهذا العمل النبيل بسبب أفكار لا أساس لها من الصحة كاستعمال نفس وسائل نقل الدم لعدة أشخاص، هذه الأفكار يجب أن يتخلى عنها هؤلاء بغية تحقيق اكتفاء من هذا السائل الحيوي لأن تلك الوسائل فردية ويتم التخلص منها بعد استعمالها، ومن الضروري أن يدرك الجميع أن المتبرع بالدم يحصل من هذا العمل الذي يقوم به على عدة مزايا أولها الأجر الكبير من الله سبحانه وتعالى لقوله " ومن أحيا نفسا فكأنما أحيا الناس جميعا"، كما أنه عبارة عن زكاة للنفس، ناهيك عن الفوائد الكثيرة التي يتحصل عليها كالتحليل المجاني لدمه وغيرها، معيبا في ذات الإطار التصرفات التي يقوم بها العاملين عبر مختلف مراكز حقن الدم التي لم تتغير إلى يومنا هذا كالعبوس في وجه المتبرعين الذين يقدمون خدمة كبيرة للمجتمع والوجبة المقتصرة على قطعة شكولاتة أو علبة بسكويت قديمة علما أن الإحصائيات تشير إلى أن 95 بالمائة من المتبرعين من الطبقة المتوسطة من المجتمع والذين يكونون بحاجة إلى وجبة غذائية كاملة تمكنهم من تعويض ما تبرعوا به، كما أن ذلك يشجعهم على القيام بذلك باستمرار. مضيفا أن العطلة الصيفية و شهر رمضان اللذان على الأبواب من الفترات التي تقل فيها عملية التبرع بسبب توجه الناس في الصيف إلى قضاء العطلة ولا يتذكرون هذه الشريحة التي تكون في أمس الحاجة إليهم ، نفس الشيء في شهر رمضان فأغلب المواطنين لا سيتيقظون باكرا وتقتصر اهتماماتهم على القفة والأكل والأسواق لكن تلك الانشغالات لا يجب أن تنسينا فئات بحاجة إلى قطرة من دمنا ولذا تعكف الاتحادية على تنظيم حملة للتبرع بالدم عشرة أيام قبل حلول رمضان وهذا من أجل مواجهة حاجة المستشفيات من هذه المادة ،خاصة وأن الجزائر تسجل حوادث مرور كثيرة يحتاج على إثرها المصابين لكميات كبيرة من الدم إضافة إلى النساء في مصالح التوليد ومرضى فقر الدم وغيرهم كثيرون. المواطن مطالب بالتقرب من مراكز حقن الدم مرتين في السنة وأشاد ذات المسؤول بشهامة المواطن الجزائري الذي لا يبخل بالتبرع بدمه كلما طلب منه ذلك وهو ما لا حظناه خلال مختلف الكوارث الطبيعية وكذا في أحداث غزة التي هب خلالها المواطنين بالآلاف إلى المراكز من أجل التبرع، غير أن ما تجدر الإشارة إليه هو ضرورة الانتظام في القيام بذلك أي مرة كل ثلاثة أو أربعة أشهر- يضيف- فالعملية تخضع لضوابط تحكمها خاصة وأنه لا يمكن الاحتفاظ بالدم أكثر من 35 يوما إضافة إلى أن إمكانيات تخزينه غير متوفرة ناهيك عن أن التبرع من طرف جميع هؤلاء دفعة واحدة يؤدي إلى نقص كبير في المادة لأن هؤلاء لا يمكنهم القيام بالتبرع قبل مرور ثلاثة أشهر، وعليه يجب أن يتم ذلك باستمرار ووفق خطة تحدد الفترة التي يقوم بالتبرع فيها. وتعتبر الزمرة السالبة الفصيلة الأكثر ندرة وعليه فالنداء الموجه لحاملي هذه الزمرة عدم التبرع في الحملات التي تتم بين الحين والآخر ومن الأفضل أن يقوموا بتسجيل أنفسهم لدى المستشفيات حتى يتم الوصول إليهم بسهولة في حال الطلب عليها وبهذا الشكل يضرب المتبرع عصفورين بحجر فمن جهة ينقذ مريضا من الموت ومن جهة أخرى وفي حال تعرضه لحادث يجد لدى المصالح الطبية قائمة بحاملي نفس زمرة دمه، مضيفا أن الحملة التي أطلقتها الاتحادية من أجل التبرع بالدم الأسبوع الماضي احتفالا باليوم المغاربي للتبرع بالدم لاقت إقبالا كبيرا من طرف المواطنين الذين توافدوا عليها بكثرة، ونفس الاستجابة تم تسجيلها لدى عناصر الأمن الوطني عبر مختلف ولايات الوطن علما أن الحملة ستنتهي اليوم. ولم يحدث- يقول غربي قدور- أن سجلت الجزائر أية وفاة بسبب نقص الدم، فيما يشهد هذا المجال تحسنا كبيرا خاصة مع إدخال تقنيات جديدة تسمح بفصل مكونات الدم عكس ما كان معمول به في السابق، وبالتالي فالمريض أصبح يحصل على المكون الذي يحتاج إليه فقط. فيما تعاني الاتحادية الوطنية للمتبرعين بالدم من عدة مشاكل رغم أنها عضو في اتحادات إقليمية وعالمي ونظرا لقص الإمكانيات المادية لا تتمكن من المشاركة في الملتقيات التي تنظم في هذا الإطار، ولا تحصل على إعانة من الدولة تسمح لها بالتكفل بفروعها الموجودة في عدة ولايات ما عدا منحة ضئيلة من وزارة الصحة والسكان التي لا تكفي حتى لتلبية احتياجات المقر، وهو أمر تأسف له كثيرا لأن الهدف من مثل تلك المشاركات هو تمثيل الجزائر وتشريفها، خاصة وأن جميع اتحادات الدول تشارك فيها عدا الجزائر، هذا الأمر جعل الاتحادية نعجز عن تنظيم ندوات وتوزيع منشورات ومطويات للتوعية والتحسيس بأهمية التبرع بالدم إضافة إلى أنها لا تملك الإمكانيات الكافية لتكريم أكبر المتبرعين لديها والذين هم أيضا بحاجة إلى الاهتمام والعناية والشكر على العمل النبيل الذي يقومون به. دعوة إلى التخلي عن فكرة التبرع العائلي يقدر عدد التبرعات في الجزائر- يقول محدثنا- ب 370000 تبرع و حوالي 95000 متبرع دائم، و القيام بهذا العمل النبيل غير مرتبط بحسابات و إنما هو واجب يجب أن يكون بعيد عن التعصب لأن الله في قوله "من أحيا نفسا " لم يحدد الجنس و الدين و إنما ذكر النفس و بالتالي فالتبرع يكون زكاة لنفس المتبرع ينقذ بها نفسا أخرى، والدم أحمر في جميع العروق، كما أن الشائعات التي يطلقها البعض يتحججون بها من أجل العزوف عن القيام بهذا العمل لا أساس لها من الصحة كالمتاجرة بأكياس الدم التي يتم التبرع بها مثلا وهذا أمر غير صحيح وعلى المتبرع أن يضع نصب عينيه فكرة التبرع في سبيل الله دون التدقيق في الوجهة التي ستكون لتلك الكميات والتي ربما تكون من نصيب أخ له أو جار أو صديق، ويجب التذكير أن الدم ممنوعا عالميا من البيع وإنما هناك اتفاقيات تقوم بها العيادات الخاصة مع المستشفيات لشراء أكياس من هذه المادة لكن يتم احتساب سعر الكيس وليس السائل لأن هذا الأخير يقدم مجانا، لأنه لو تم ذلك فإن المواطنين عندما يحتاجون إلى المال يتاجرون بدمائهم. و تعكف الاتحادية -يضيف- على تنظيم ندوات وأيام تحسيسية في إطار الإستراتيجية المعتمدة من أجل حث وتشجيع المواطنين على التبرع بالدم بالإضافة إلى اقتنائها ل 13 حافلة متنقلة تتوجه للساحات العمومية والمؤسسات، ناهيك عن إشراك مختلف الهيئات التي تتعامل مباشرة مع المواطنين والتي تصل من خلالها الرسالة مباشرة على هؤلاء كوزارة الشؤون الدينية التي تعطي أوامر للأئمة من أجل إلقاء خطب في المساجد تدعوهم للتبرع، وكذا توزيع نشريات ومطويات ونداءات عبر الجرائد، وهذه المهمة لا تقتصر على الاتحادية فقط وإنما مهمة الجميع وكل الوزارات معنية و ليس الاتحادية ووزارة الصحة فقط، فمن الضروري تقديم دروس في المدارس والجامعات وهذا من أجل العمل على تعويض المتبرعين الذين تجاوز سنهم 65 سنة بآخرين. داعيا في ذات السياق إلى ضرورة جعل مراكز حقن الدم خارج المستشفيات في خطوة لتشجيع المواطنين على الإقبال عليها بسبب الصعوبات التي تواجههم حاليا،كمشكل ركن السيارة في المستشفيات حيث يطالبهم الأعوان بتوقيف سياراتهم خارجه وهو الأمر الذي يدفعهم إلى التخلي عن الفكرة نظرا لانعدام للاكتظاظ الذي تعرفه تلك الأماكن، كما يوجد فئة من المواطنين التي ترفض فكرة دخول المستشفيات أساسا بسبب رؤية المرضى. وتأسف رئيس الاتحادية لرفض السلطات الاعتراف بهذه الأخيرة على أساس منظمة ذات منفعة عامة حتى تتمكن من مواجهة المشاكل التي تعاني منه العديد من اللجان التابعة لها في عدة ولايات والتي تم إخراجها من المستشفيات لتجد نفسها بدون مقر مما أدى إلى حلها ، كما أن البعض منها في حاجة إلى تجهيزات تساعدها على أداء مهمتها على أكمل وجه، حيث وصل الأمر بنا إلى دفع مستحقات الكهرباء المترتبة على مقر الاتحادية من أموالنا الخاصة، لذا فنحن في أمس الحاجة إلى إعانات من مختلف الشركات والمؤسسات في الجزائر من أجل مساعدة المرضى.