ألح المشاركون في اللقاء الدراسي الذي انتظم عشية الاحتفال باليوم الوطني للتبرع و المتبرع المصادف ل25 من أكتوبر من كل سنة، على ضرورة التحسيس بأهمية التبرع بالدم والأعضاء في الإطار العائلي، مشيرين إلى أن الجزائر حققت خطوة ملموسة في إطار جمع الدم خلال السنوات القليلة الماضية بفضل انتهاجها سياسة التشجيع في أوساط المواطنين. ذكر البروفيسور سي احمد، رئيس مصلحة الجراحة العامة بمستشفى فرانس فانون بالبليدة، خلال تدخله في هذا اللقاء العلمي الذي بادرت إلى تنظيمه جمعية الحياة لترقية التبرع بالدم والأعضاء، أن الأمل اليوم متوقف على تبرع الأفراد بأعضائهم في الوسط العائلي خاصة عند العلم أن 13 ألف مريض ممن يخضعون حاليا لعملية تصفية الدم ينتظرون بفارغ الصبر نهاية معاناتهم بتبرع المحسنين من العائلة بإحدى كليتهم. وأكد ذات المتحدث أن الجزائر تعد جد متأخرة بالنسبة لعملية التبرع بالأعضاء التي تتطلب تضافر ومساعدة الجميع، مشيرا في ذات السياق أن فقط 10 بالمائة منهم تبرعوا بأعضائهم إلى غاية اليوم. وأجمع المشاركون في هذا اللقاء الذي كان متبوعا بحملة للتبرع بالدم على مستوى مركز التكوين المهني والتمهين المحتضن لهذه التظاهرة على أهمية بذل المزيد من الجهود لغرس ثقافة التبرع بالدم والأعضاء، خاصة عند العلم أن 2000 شخص ينتظرون عمليات زرع قرنيات التي يتم استيرادها من الولاياتالمتحدةالأمريكية. يذكر أن ولاية البليدة وبفضل إطاراتها الصحية تمكنت شهر مارس المنصرم من انجاز عمليتين جراحيتين لزرع كليتين استفادا منها شخصان من ولايتي الجزائر العاصمة وتيزي وزو بعد عملية نقل كليتين من شخص متوفى. واختتم هذا اللقاء بتكريم جمعية الحياة لترقية التبرع بالدم والأعضاء التي تأسست في 30 مارس من السنة الجارية لعدد من المتبرعين الدائمين للدم على مستوى الولاية وكذا عدد من المتعاملين والناشطين في هذا العملية الإنسانية تحفيزا وعرفانا لهم بالمجهودات المبذولة لإنقاذ حياة المرضى التي تبقى حياتهم رهينة قطرة دم المتبرعين. ''الجزائر حققت خطوة ملموسة في جمع الدم خلال السنوات ال3 الماضية'' تحتفل الجزائر باليوم الوطني للتبرع بالدم، حيث سبق وأن احتفت بهذه التظاهرة على التوالي سنتي 2007 و2008 و,2010 حققت خلالها نتائج ملموسة على مستوى حملات جمع هذه المادة الحيوية ومراقبتها، فضلا عن تجذير ثقافة التبرع لدى المواطن الجزائري لفائدة المحتاجين لها. وفي هذا الإطار دعا رئيس الاتحادية الجزائرية للمتبرعين بالدم التي تعودت على تسجيل حضورها في مثل هذه المناسبات المواطنين إلى التبرّع بالدم تلبية لنداء القلب نظرا للحاجة المسجلة في هذا السائل الحيوي، هذا النداء توجه به إلى جميع الفئات الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و65 سنة إناثا وذكورا ويتمتعون بصحة جيدة للتقرب من مختلف مراكز حقن الدم المتواجدة عبر المستشفيات لتقديم يد المساعدة، مؤكدا أن هذا العمل الخيري يعيد الأمل والبسمة إلى شفاه أولئك الذين يتألمون في صمت أملا في الشفاء ونظرا للطلب المتزايد على هذه المادة الحيوية، حيث تستدعي العمليات الجراحية التي تجرى يوميا لضحايا حوادث المرور المرتفعة في بلادنا، نقل كميات كبيرة من الدم إضافة إلى وجود العديد من الحالات المرضية التي تحتاج إلى تجديد الدم بصفة دورية، التي قد تتعرض إلى افتقاد هذه المادة لتناقصها على مستوى بنوك حفظ الدم بالمستشفيات. ولإنجاح عملية التبرعات بالدم التي تقوم بها بين الحين والآخر، عملت الفيدرالية الجزائرية للمتبرعين بالدم على استقدام 13 مركبة متنقلة لجمع الدم حسب ما صرح به رئيسها غربي قدور، موضحا أن هذه المركبات المجهزة بكافة الوسائل اللازمة للسير الحسن للعملية قد تم توزيعها عبر المدن الكبرى وفي الساحات العمومية. وشدد محدثنا على ضرورة تجنيد مختلف الوسائل والإمكانيات لإنجاح هذه العملية بصفة خاصة وترسيخ عملية التبرع بالدم لدى المواطنين بصفة عامة وذلك من خلال البرامج عبر وسائل الإعلام والدروس في المساجد المدارس، حيث تلعب هذه المرافق دورا كبيرا في التواصل مع المواطنين وتحسيس المجتمع المدني بأهمية التبرع بالدم الذي من شأنه منح الحياة للمرضى وعدم جعل هذا الأخير مرتبطا بالأهل والأقارب من أجل الحصول على الدم.