إفتتح العربي ولد خليفة رئيس المجلس الأعلى اللغة العربية أمس، فعاليات اليومين الدراسيين المنظمين تحت عنوان »التخطيط اللغوي في الجزائر: اللغات ووظائفها« بفندق الاووية الذهبية بالعاصمة. الأشغال التي عرفت مشاركة نوعية للعديد من أهل الاختصاص في الجزائر مع تسجيل حضور مميز لدكاترة من تونس والمغرب. تحدث الدكتور عبد العالي الودغيلي من الرباط عن دور اللغة الوطنية في التنمية وتحقيق الأمن الثقافي، قائلا »الحديث عن دور اللغة العربية ثقافيا، يسبقه الحديث عن التنممية الانسانية الشامكلة والمتوازنة، والتي تحتاج الى شروط، أهمها وجود لغة موحدة بين الأفراد، لأن الصراع اللغوي ينتج التفتت والتشردم، لعل الاستعمار لعب في هذا الانقسام دورا كبيرا والذي أفرز شرخا بين المثقفين المفرنسين والمعربين انعكس على الحياة ككل«، مشيرا الى أن اللغة العربية الفصحى كغيرها من الللغات الأجنبية، بامكانها تحقيق تنمية وأمن ثقافي كونها تتوفر على مكونات الهوية الاجتماعية في البلدان العلابية، لكنها ضحية سوء توظيف من قبلها، مصرحا »لنا رأس مال عربي في اللغة لكننات لا نعرف استثماره اجتماعيا« ، معتبرا الأمن الثقافي جزء من أمن عام اجتماعي واقتصادي ولا يتحقق الا إذا توفر فيه شرط التحرر من التبعية للآخر لغويا وهذا الأمر الذي لا يتأتى حسبه الا بالتدبير الرشيد أو التخطيط اللغوي. من جهة أخرى أوضح ذات المتحدث أن التخطيط اللغوي يقتضي خدمة اللغة العربية بأعمالها لا بإهمالها، فهي مهمشة ومتهمة بالعجر ليضيف »علينا أخذ جميع مكونات اللغة وتوزيع وظائفها، معه اعطاءها مكانمة سيادية ومتميزة باعتبارها لغة رسمية«، مقدما جملة من التدابير لعل أهمها تحديد الهدف من تعلم اللغات الاجنبية وطنيا، مشيرا الى أن التعدد الغوي لا يعني التفتت بل هو تخطيط لغوي ويجب أن يوجه مع مراعاة اللغة العربية باعتبارها محور اللغات الوطنية. على صعيد متصل أرجع الدكتور لخضر لعسال في مداخلته تحت عنوان »اللغة: الاستعمال والوظيفة« أن سوء استعمال العربية اليوم هو اشكالية عربية، ترجع الى المعاجم غير المتفق عليها عربيا، في تحديدها وضبطها للعديد من المعلومات والمصطلحات، مناديا الى توحيدها قائلا »اللغة لها جانب تشريعي وعلى الحكومات النظر فيه«.