تنطلق غدا الأربعاء بفندق الأوراسي وتحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة ندوة دولية موضوعها /تحديث العربية ومستقبلها في سوق لغات العالم، الراهن والمأمول/، من تنظيم المجلس الأعلى للغة العربية، وذلك في إطار احتفاءه بالعشرية الأولى من تأسيسه.. أكد رئيس المجلس الأعلى للغة العربية خلال ندوة صحفية نشطها أمس بمقر المجلس أن الهدف من الملتقى الذي يدوم يومين هو خدمة البلاد وأحد الثوابت الوطنية، مضيفا أن اهتمام الدولة الجزائرية بهذا الجانب دأب بها إلى إنشاء هيئة على مستوى المجلس، وذلك لأسباب تاريخية وراهنة تتعلق بما عنته اللغة العربية خلال الحقبة الاستعمارية من اضطهاد وإقصاء حيث بقيت تعتبر لغة أجنبية إلى أن جاءت جمعية العلماء المسلمين أين قامت بجهد كبير لإحيائها وحمايتها. ودعا ولد خليفة إلى تحبيب اللغة العربية باعتبارها اللغة الجامعة والموحدة، وأحد أسس التجانس في المجتمعات، وعامل رئيسي من عوامل التنمية مضيفا أن هذا لا يعني استبعاد اللغات الحية بل يجب أن لا تكون كبديل للغة الأم. وقال الدكتور العربي ولد خليفة إن البكاء على اللغة العربية لا يخدمها، بل يجب العمل على تطويرها بالإبداع والتكنولوجيا كونها تراث ومخزون علمي لا بديل له وهي بريئة مما تعانيه اليوم ومظلومة من قبل أهلها حسب الدكتور قبل أن تكون مظلومة من غيرها. ودعا رئيس المجلس الأعلى للغة العربية الانطلاق في موكب العصر لخدمة اللغة ومخزونها والابتعاد عن أدلجتها والمضاربات السياسية وجعلها لغة العصر ولغة الحداثة، وإيصالها إلى الدرجة التي تجعلها تدافع عن نفسها بنفسها بقيمة منتوجها الفكري والعلمي والتكنولوجي والأدبي، وتعميم استعمالها في جميع المستويات، وهذا الأمر بحاجة إلى تضافر جهود كل المؤسسات وشرائح المجتمع. وعن الندوة الدولية قال الدكتور إنها ستعرف مشاركة نخبة من المفكرين والأساتذة والباحثين في اللغة العربية وقضاياها من داخل الوطن وخارجه منهم رئيس مجمع اللغة العربية الدكتور عبد الرحمن الحاج صالح، ممثل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، مكتب تنسيق التعريب بالرباط، المجلس العالمي للغة العربية ببيروت، المعهد العالي للغات بتونس، والأكاديمية الليبية للفكر الجماهيري بليبيا. وستتناول الندوة العلمية في جلستها الأولى عدة مواضيع منها ''إعادة الاعتبار للغة العربية في المجتمع العربي'' ينشطها الدكتور عبد الرحمن الحاج صالح''، ''مستقبل اللغة العربية ورهاناتها في ظل العولمة'' لوزير الشؤون الدينية أبو عبد الله غلام الله'' ، إلى جانب ''التعريب والتنمية البشرية''، ''عالمية اللغة العربية، الرؤية والأداة''، ''تمكين العربية في مجتمع اقتصاد المعرفة''، و''المعجم اللغوي التاريخي.. المغيب المنتظر.'' كما ستتبع هذه الجلسة يوم الخميس ورشتان علميتان الأولى موضوعها ''تحديث العربية وإسهامها في المحالين العلمي والتكنولوجي'' وسيناقش خلالها مختصين من المغرب والجزائر على التوالي ''تجليات الثقافة العربية في الصناعة المعجمية''، ''إشكالية دلالة المصطلح السيميائي في الدراسات النقدية المعاصرة''، ''واقع تدريس اللغة العربية في مدارسنا وسبل تطويره''، أما الورشة الثانية فموضوعها ''مستقبل العربية في سوق لغات العالم'' وستتناول ''المعالجة الآلية لضوابط الكتابة العربية''، ''معوقات دور العربية في تعزيز الهوية''، ''راهن اللغة العربية في أوطانها ومسؤولية أبنائها نحوها'' وتناوبات التشكل واللاتشكل في اللغة العربية'' إلى جانب مواضيع أخرى قيمة يثريها مختصون من مختلف الدول العربية من العراق، الكويت، السودان، تونس، الأردن، المغرب، مصر وفلسطين، ومن جامعة ورؤساء جامعة وهران، سطيف، ورقلة وقسنطينة ..