احتضن صباح أمس فندق الأوراسي الندوة الدولية "تحديث العربية ومستقبلها في سوق لغات العالم: الراهن والمطلوب" التي نظمها المجلس الأعلى للغة العربية وأشرف على افتتاحها السيد عبد العزيز بلخادم وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية وحضرها كل من كاتب الدولة لدى الوزير الأول الملكف بالاتصال السيد عز الدين ميهوبي ووزيرالشؤون الدينية والأوقاف ونخبة من العلماء والمفكرين من أنحاء الوطن العربي ورؤساء جامعات الجزائر من مختلف الولايات الكبرى بالإضافة إلى الأساتذة المحاضرين من مختلف جامعات الوطن. استهل الكلمة الدكتور محمد العربي ولد خليفة رئيس المجلس الأعلى للغة العربية الذي دعا الحاضرين إلى قراءة فاتحة الكتاب على كل من الأديبين الراحلين محمد الطيب صالح صاحب رائعة "عرس الزين" والأستاذ الشاعر عمر البرناوي صاحب "من أجلك يا وطني". وبعد وقفة الترحم رحب بالأساتذة ضيوف الجزائر من جميع الأقطارالعربية والسيد عبد العزيز بلخادم وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية والأساتذة الوزراء ليستعرض بعد ذلك أسباب انعقاد هذه الندوة التي قال عنها "..لاستحضار مسيرة عقد من الجهود والاجتهادات في خدمة العربية لسانا وثقافة وأداء ووظائف في الدولة والمجمتع". وأكد الدكتور العربي ولد خليفة "أن خدمة العربية والدفاع عنها في الجزائر، لم يبدأ قبل بضع سنوات، ولن يتوقف غدا، لقد ناضل الشعب والعديد من نخبه العالمة والسياسية للذود عنها..". كما أضاف رئيس المجلس قوله "العربية في حاجة الى حضور أقوى في محركات البحث على الشابكة اوالانترنيت والجرائد الالكترونية في تصميم البرمجيات والاستفادة من خدماتها في الإدارة الالكترونية". أما الأستاذ عز الدين ميهوبي كاتب الدولة لدى الوزير الأول الملكف بالاتصال فقد أكد في كلمته التي ألقاها بهذه المناسبة أن "اللغة العربية في الجزائر تجاوزت أسئلة واقع الحال وشدّ الهمّة بكثير من النضال، لأن معركة اللغة اليوم، -وهو أمر لاتختص به الجزائر- مرتبط أساسا بأمن المجتمع وتماسكه عبر هوية أصيلة غير مستوردة، لهذا وجب الحديث عن "الأمن اللغوي" في عصر لا يتسم بالصراع الاقتصادي والعسكري والثقافي إنما بما يطلق عليه اليوم "حرب اللغات" ولا يمكن فصل هذه الحرب غير المعلنة باحتشام عن موت اللغة كحقيقة لاتحتاج الى كثير من الجهد لتأكيدها". السيد عبد العزيز بلخادم وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية تطرق هو الآخر لدى افتتاحه الرسمي لندوة "تحديث العربية ومستقبلها في سوق لغات العالم" الى أهمية اللغة العربية واعتزازنا بها مؤكدا في نفس الوقت أن رئيس الجمهورية يعمل على دعم وتحصين اللغة العربية، ودعم مقوماتها لتسترجع اللغة العربية موقعها المشروع في المحافل الدولية. وأضاف السيد بلخادم في حديثه عن مرحلة ماقبل الاستقلال قائلا : "أن الحقبة التي سبقت اندلاع الثورة في حزب الشعب وجمعية العلماء ركزت على شعار "الإسلام ديننا، العربية لغتنا، الجزائر وطننا". كما دعا وزير الدولة لدى رئيس الجمهورية الى ترجمة العلوم وتوحيد المصطلحات، وتشجيع المزيد من الفضائيات العلمية المتخصصة، وانتهاج سياسة لغوية تلزم الجامعات باللغة العربية في المواد العلمية، والتعريف بالثقافة العربية من خلال روائع الفكر والأدب وتوفيرها بأسعار زهيدة، كما دعا السيد عبد العزيز بلخادم الى الإسراع بتأسيس المجلس الأعلى تحت مظلة الأمانة العامة للجامعة العربية من أجل النهوض بالغلة العربية، ليعلن في الأخير عن افتتاحه الرسمي لهذه الندوة. وفي إطار الجلسة الصباحية لأشغال الندوة التي ترأسها أ د شكيب أرسلان باقي رئيس جامعة سطيف، ألقى الدكتور عبد الرحمن الحاج صالح، رئيس المجمع الجزائري للغة العربية محاضرة تحت عنوان "مستقبل اللغة العربية ورهاناتها في ظل العولمة، ليليه الأستاذ، علي القاسمي (مركز تنسيق التعريب -الرباط- المغرب) بمحاضرة تحت عنوان: "التعريب والتنمية الشاملة، والدكتور: يعقوب أحمد الشراح من الكويت بمحاضرة تحت عنوان "تجربة المركز في الترجمة من اللغة الانجليزية الى العربية: العلوم الطبية". ثم الأستاذة عايدة عبد الرحمن الأنصاري الأمينة العامة لمجمع اللغة العربية في الخرطوم (السودان) بمحاضرة تحت عنوان "النهوض بالبحث العلمي سبيل للنهوض باللغة العربية". وللتذكير فقد قرأ الدكتورصالح بلعيد "مقامة" عن إنجازات المجلس الأعلى، والشاعر الشعبي أحمد بوزيان قصيدة شعرية تكلم فيها عن الأصالة والتاريخ والتمسك بالهوية والشخصية الوطنية. وقد اختتمت الجلسة الصباحية لتستأنف في المساء من يومها الأول بإلقاء عدة محاضرات.