أشرف صباح أمس بفندق الأوراسي السيد عبد الرشيد بوكرزازة وزير الاتصال على افتتاح اليومين الدراسيين حول »دورالقنوات الإذاعية في ترقية استعمال اللغة العربية وتهذيب أساليبها، اللذين نظمهما المجلس الأعلى للغة العربية والمؤسسة الوطنية للاذاعة، وتسليم الجائزة الرابعة للغة العربية 2006 - 2008 للفائزين في المسابقة، وتدخل هذه الندوة العلمية والفكرية في إطار أشغال المجلس العامل على ترقية اللغة العربية وتحسينها وتحبيبها وتفعيلها داخل المجتمع من أجل استعمالها وتوظيفها في تخاطبنا وممارستنا الحياتية. إستهل الدكتور محمد العربي ولد خليفة رئيس المجلس الأعلى للغة العربية الندوة بكلمة ترحيبية خصّ بها الحضور وعلى رأسهم السيد وزير الاتصال والاطارات الثقافية التي حضرت هذه الندوة، فكانت كلمة تفصيلية بأبعادها الوطنية والاقليمية والدولية فيما يخص اللغة والهوية والوطن، معللا هذا اللقاء بأنه جاء من أجل »أداء إعلامنا المسموع بلغة عربية سليمة. حديثة وجميلة، تخاطب العقل وتروق السمع، وتستفيد من الإمكانات التي تتيحها التقنيات الحديثة، وبراعة الفريق الإذاعي في اختيار المقال المناسب لكل تبليغ اعلامي«. وعن مكانة اللغة العربية ورسوخها في مجتمعنا قال الدكتور ولد خليفة أن »العربية في هذه البلاد كانت وستبقى مع الاسلام حصن الجزائر والمحرك الأساسي للمقاومة والصمود، أثناء ليل الكولونيالية وجرائمها التي لاتعد ولاتحصى ضدّ الانسان الجزائري وتراثنا الوطني الذي تعرض للطمس والإلغاء، إن الاسلام والعربية درعنا الدفاعي بالأمس، وأمانة بين أيدي النخب الفكرية والسياسية من كل الأجيال. وأضاف رئيس المجلس الأعلى للغة العربية في تبيانه لدور اللغة في التوحيد الوطني قائلا »العربية لغتنا الوطنية والرسمية الموحدة وليست الأحادية، فهي لا تقصي غيرها من اللغات، فقد تعرضت هي نفسها للتحقير والإلغاء أيام الاحتلال الظالم، ومن المفيد أن يكون لبلادنا سياسة وتخطيط محكم لتعليم اللغات الأخرى بهدف توظيفها لصالح بلادنا، وليس لتكون مجالا لنفوذ بلدانها وغنيمة ثقافية وسوقا استهلاكيا لها«. وأكد الدكتور محمد العربي ولد خليفة أن اللغة العربية هي أساسا ثقافة وحضارة وأنها شقيقة الأمازيغية ينتميان الى وطن واحد، وليس هناك مثلما يزعم البعض لغة متقدمة او متأخرة لذاتها، مستطردا أن الاعتزاز بالعربية ينبغي أن لا يقتصر على التذكير بأمجادها الماضية، بل ينبغي تنمية رصيدها في مجالات العلوم والفنون والآداب والترجمة إليها ، قبل الترجمة منها. أما السيد عز الدين ميهوبي المدير العام للمؤسسة الوطنية للإذاعة فقد أنجز وأوجز في تدخله حينما وصف اللغة بأنها المظهر الأساسي، وأن اللغة على المستوى الاذاعي تتطلب تجاوز الاختلافات القائمة والأخطاء الشائعة واعترف السيد ميهوبي أن الاذاعة هي الأكثر عرضة للانتقاد والتناول اليومي وابداء الملاحظات، وأكد أن الاذاعة تشتغل على مستويات بالنسبة للغة الفصحى، الوسطى والهجينة، ولاحظ مدير الاذاعة الوطنية أن خريجي الجامعات الجزائرية لا يمتلكون التحصين والتحسين اللغوي، وأكد أن دخول العامية الهجينة سبب هبوطا حادا في اللغة. ولا يمكن تحسين المستوى الا بتصويب الصحفيين ومتابعة الناشئين وتوجيههم وتخليصهم من العيوب والأخطاء كما ينبغي اصدار دليل لغوي واعلامي وتنظيم فترات تكوينية وانجاز الحصص وتصميمها. أما السيد وزير الاتصال فقد ثمن دور المجلس الأعلى للغة العربية بتنظيمه لهذه الندوة وادراكه الدور الذي تؤديه الاذاعة في الاشعاع الثقافي والحضاري والكلمة السليمة، وأضاف السيد الوزير أن الدولة الجزائرية تحرس على تسخير الوسائل المادية وتهتم أكثر بالموارد البشرية، وهذا ماجعلها توسع مجال نشاط الاذاعة باذاعات جوارية تعم سائرالوطن وهذا ما يجعلنا نعمل على توفير الشروط الملائمة للتحكم في اللغة وتطوير أساليبها في كل المجالات ونعمل على إحلال الإذاعة محلّ العين حتى تصبح الأذن تعشق قبل العين. وبعد كلمة السيد الوزير أعلن عن أسماء الفائزين في الدورة الرابعة لجائزة اللغة العربية التي ينظمها المجلس الأعلى للغة العربية كل سنتين، وقد عادت الجائزة الأولى للدورة الرابعة لسنة 2006 - 2008 للسيدة فايزة طيبي أحمد الخاصة بعلوم اللغة العربية عن بحثها المعنون ب »السلم المرونق في المنطق للأخضري«. وعادت الجائزة الثانية للسيد ضيف جيلالي عن موضوعه »موسوعة البلاغة العربية الميسرة«. أما في مجال الاقتصاد فقد عادت الجائزة الأولى للسيد جمال بن دعاس عن موضوعه »السياسة النقدية في النظامين الإسلامي والوضعي«. وأما الجائزة التشجيعية فأحرزتها الآنسة سهام مايا عياط عن بحثها »التعبير عن الادارة التكنولوجية في عقود التجارة الالكترونية« أما في مجال الطب والرياضيات والصيدلة فقد حجبت هذه الجوائز. وبعد تسليم الجوائز للفائزين شرعت الندوة العلمية والفكرية في أشغالها وذلك في جلستها الأولى التي ترأسها الأستاذ لمين بشيشي وإفتتحها الاذاعي اللامع خليفة بن قارة بمداخلة تحت عنوان »تطور لغة الإعلام المسموع، ليليه الأستاذ ابراهيم زيوش بمداخلة تحت عنوان "مميزات لغة الاذاعة"، ومداخلة كريمة سالمي المعنونة ب »اللغة العربية المسموعة في الخطاب الاعلامي وجهة نظر لسانية اجتماعية« والأستاذة شميسة الطويل في مداخلتها »لغة الخطاب المسموع وتأثيراتها المتعددة«. وللتذكير فإن أشغال الملتقى تختتم اليوم بتوصيات حول موضوع الإذاعة واللغة بعد استنفاد المداخلات والنقاشات وأعمال الورشات التي تم تنظيمها في هذه الندوة.