دعا رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، أول أمس، إلى تكثيف التعاون بين البلدان الإسلامية لمواجهة التحديات التي تحول دون الاستقرار الثقافي للإسلام، مشددا على أهمية الإسهام في تغذية الحضارة العالمية بالموروث الثقافي من خلال ربط علاقات مع بقية الشعوب تقوم على أساس الحوار دون التفريط في هويتنا وأبعادنا، وقال الرئيس إن تظاهرة »تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية ستحسن فهم الغربيين للإسلام وستتيح مزيدا من التفاهم بين الشعوب«. رئيس الجمهورية الذي ألقى كلمة بمناسبة افتتاح تظاهرة »تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية«، شدد على أهمية الحوار والتبادل والتقاسم بين مختلف الثقافات ذلك أن هناك وحدة بشرية وإن اختلفت ثقافاتها وتنوعت، مضيفا أن هذه الثقافات جديرة بالاحترام حسب ما يدعو إليه القرآن الكريم الموجه إلى الإنسانية جمعاء. واعتبر الرئيس أن مواكبة العولمة يشكل تحديا كبيرا، حيث أن ولوج عالم الحداثة أصبح ضروريا اليوم أكثر من أي وقت مضى، غير أن ذلك يجب أن لا يؤثر على انتمائنا لعقيدتنا وديننا »إن مساوقة ثقافتنا مع العولمة تشكل تحديا علينا أن نغالبه، لا مناص لنا من الولوج في هذه الحداثة، اليوم أكثر من أي وقت مضى، .. سنقول للعالم بمناسبة هذه السنة، إننا لا ننوي التنكر، قيد شعرة، لا لعقيدتنا، ولا لديننا في الوجود، لكننا لن نقبع على حافة الطريق قبوع المتفرج على مرور موكب العصر«، ودعا بوتفليقة إلى بذل جهود من أجل محاولة التأثير في الحداثة، حتى لا نكون مجرد متلقين »نحن مثل غيرنا نمت إلى الحداثة بما لنا من إيقاعات وأغان وقصص وكتب وأفلام وتأليف مسرحي وإبداع ومواهب«. ومن جهة أخرى، أكد رئيس الجمهورية أن العالم الإسلامي يواجه اليوم عقبات عدة تحول دون صيرورته إلى كيان ثقافي مستقر يحسب له حساب في حظيرة الأمم، في إشارة واضحة إلى الصورة المشوهة التي تحاول أطراف غربية إلحاقها بالإسلام، ودعا بوتفليقة إلى تعزيز التعاون والتضامن من أجل مواجهة هذه التحديث، معتبرا أن تظاهرة »تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية« حدث هام سيمكننا من قياس خصوبة ثقافتنا وقدراتها الإبداعية وما تمثله كقوة اقتراح.مضيفا أن هذه التظاهرة ستحسن معرفة الغرب للإسلام كما أنها ستتيح مزيدا من التفاهم بين الشعوب، لذا يتعين على الجميع أن يعملوا يدا واحدة من أجل بناء التوافق والحوار والتبادل لإرساء المصالحة الكبرى بين الثقافات البشرية. وأوضح رئيس الجمهورية أن الدولة الجزائرية تولي اهتماما كبيرا بفتح المجال لذوي المواهب وتهيئة الظروف المواتية لها، ذلك أنه »يستحيل تصور أية تنمية مستدامة لا يكون الإنسان غايتها ووسيلتها«.