تحاملت إدارة شركة »أوراسكوم تيليكوم« على الجزائر بعد أن اتهمتها مرة أخرى بمحاولة عرقلة استثماراتها، وقد وصل الأمر بالمدير التنفيذي للمتعامل المصري إلى حدّ وصف ظروف العمل في بلادنا ب »العدائية«. يأتي ذلك في أعقاب تكبّد الشركة خسائر صافية تجاوزت 178 مليون دولار في الربع الأخير من العام الماضي. كشفت آخر الأرقام بشأن الحصيلة المالية لشركة »أوراسكوم تيليكوم« أن وحدتها في الجزائر التي تعتبر أكبر مصدر لدخل الشركة الأم سجلت تراجعا نسبيا في إيراداتها الإجمالية للعام الماضي بنسبة وصلت 6.5 بالمائة، وهو ما يقابله بالأرقام حوالي 1 مليار و747 مليون دولار، في وقت بلغت فيه إيرادات هذا المتعامل بالكامل 3.8 مليار دولار، كما قدّر هامش أرباحها قبل خصم الفائدة والاستهلاك والإهلاك بحوالي 41.4 في المائة. وفي محاولة من الشركة لتبرير هذا التراجع، لم يتوان الرئيس التنفيذي للمجموعة، خالد بشارة، في توجيه أصابع الاتهام إلى الجزائر بعدما قال في بيان رسمي »إن أغلبية عملياتنا أظهرت نموا قويا ومستقرا«، مضيفا »لكن الوحدة الجزائرية.. وبسبب أجواء التشغيل العدائية بصورة متسقة شهدت انخفاضا في الإيرادات... بالمقارنة بنهاية عام 2009«، ثم تابع »إن الحكومة الجزائرية وضعت قيودا على عملياتها تشمل عرقلة الترويج وحظر واردات تشمل شرائح الهواتف المحمولة«. وأضافت الشركة في بيانها الذي نشرته أمس تعليقا على حصيلتها المالية للعام الماضي، »رغم أنه تمّ الآن احتواء نقص شرائح الهاتف المحمول إلا أنه ترك أثره على الانخفاض في الإيرادات على أساس سنوي«. وفي المقابل أكدت المجموعة المصرية التي يملكها الملياردير نجيب ساويرس أنها حقّقت زيادة في الإيرادات في وحداتها في باكستان وبنغلادش وإفريقيا وكوريا الشمالية مع نمو قاعدة مشتركيها. وعموما فقد سجلت »أوراسكوم تيليكوم« خسارة صافية في الربع الأخير من عام 2010 بلغت 178.8 مليون دولار، كما تضرّرت أرباح الشركة في هذه الفترة أيضا من خسائر انخفاض قيمة الأصول المتصلة باستثمارها في ناميبيا وكذا استثماراتها في شركة »ميدكابل« للكابلات البحرية عبر المتوسط في الجزائر بحسب الأرقام الرسمية للمجموعة. وبحسب قراءات محلّلين فإن نتائج الشركة في الربع الرابع جاءت أقل من التوقعات التي ذهبت إلى تقدير ربح صافي بقيمة 86.03 مليون دولار في المتوسط. وتوقّع خبراء أن تعكس الشركة المصرية خسارة بلغت 46.4 مليون دولار في نفس الفترة من عام 2009. حيث صرّحت محللة شؤون الاتصالات، سالي جرجس، لوكالة »رويترز« أن »الأرباح الصافية لم تكن موافقة لتوقعاتنا. وكنا توقعنا ربحا صافيا 56 مليون دولار«، وأشارت في هذا الشأن إلى أن خسائر انخفاض قيمة الأصول بلغت إجمالا 128 مليون دولار »ومن ثم كان الخسارة الصافية«.