رد عضو الأكاديمية العالمية للتصوف بالقاهرة محمد بن بريكة على تهجمات أطلقها كاتب مغربي على الجزائر حول الطرقة العلوية قائلا إنها نبتت بمدينة مستغانم« شأنها شأن الطريقة التيجانية التي ظهرت بعين ماضي، معلنا عن تنظيم الملتقى المغاربي الأول للطريقة العلوية غدا بعنابة بمشاركة تونس والمغرب في حين أكد عدم مشاركة ليبيا بسبب تدهور الأوضاع الأمنية فيها. اعتبر الدكتور محمد بن بريكة عضو الأكاديمية العالمية للتصوف بالقاهرة في اتصال هاتفي أجرته معه »صوت الأحرار«أن الطرق الصوفية هي جسور محبة وتواصل وايخاء وسلام بين أبناء البشرية جمعاء عموما والأمة الإسلامية خصوصا، رافضا أن تتحول إلى فضاء للتنابز والاتهامات غير المؤسسة. وذكر الدكتور بالإساءات التي لحقت بالدين الإسلامي في السنوات الأخيرة والتي قال عنها إنها جاءت باسم التطرف والابتعاد عن الوسطية والاعتدال، مشيرا إلى أن الطريقة الصوفية أتت لإبراز مرونة الإسلام وسماحته، وأوضح أن هذا الدور قد تضاعف هذه الأيام للحد من هذه الإساءات الصادرة لمظاهر الغلو والتنطع. وعدد بن بركة الأدوار التي قامت بها الطريقة الصوفية في بيئة المغرب العربي، حيث قال إن »الانتشار الصوفي المعتدل للزوايا والطرق وجدناها كانت دائما وأبدا وراء هذه المبادئ السامية ووراء مقاومة الاستعمار وتثبيت مظاهر الأصالة في اللباس والعمران وإحياء التقاليد الإسلامية العريقة«. وعاد عضو الأكاديمية العالمية للتصوف بالقاهرة إلى الحديث عن التلاقح بين البيئة الأندلسية والبيئة المغاربية العربية الأمازيغية، وأشار إلى مظاهر التعارف والاستفادة من تقاليد الآخر وخصوصيته. ورد بن بريكة على ما جاء بقلم كاتب مغربي يتهجم فيها على الجزائر قائلا إن »كلامه ملق على عواهنه«، وأكد أن الطريقة التيجانية نبتت في الجزائر بعين ماضي وانتقل مؤسسها إلى فاس لنشر أصول هذه الطريقة فوافته المنية هناك«. وأوضح الدكتور أن الطريقة التيجانية بحكم التلاقح العلمي الكبير بين المشرق والمغرب صارت الطريقة الأولى من حيث الثقل العددي في العالم، حيث كشف عن وجود 355 منتسب لها، ليخاطب الكاتب المغربي قائلا إن »الطريقة العلوية يعلم كل منصف أنها نبتت في أرض الجزائر بمدية مستغانم في بداية القرن الماضي على يد سيدي أحمد بن مصطفى العلاوي المستغانمي تلميذ الشيخ محمد البوزيدي وكلاهما جزائري كما يعرف كل باحث في الجزائر أو في المغرب أو في أي مكان من العالم، مضيفا انه توجد لها زاوية كبرى بمدينة طنجة بالمغرب يتولى إدارتها زين الدين بن تونس شقيق الشيخ خالد بن تونسالجزائري«. وأكد بن بركة أن هذه الطريقة تنتشر في مدن كثيرة من الجزائر والمغرب، واعتبر ذلك إيجابيا عند كل غيور على دين الإسلام، مشيرا إلى انتشارها في كل القارات الخمس في العالم، ليضيف أن لها آثارها المسموعة والمكتوبة، مذكرا بإقامة ملتقاها العالمي في مدينة مستغانم الصائفة الفارطة بحضور 36 دولة وأكثر من 7 آلاف ضيف ومنتسب، مفندا ادعاءات المغرب بعدم وجود أتباع لها في مدينة تندوف. واستغرب عضو الأكاديمية للتصوف بالقاهرة ما جاء على لسان الكاتب المغربي الذي أشار إلى أن الجزائر استنسخت الدروس المحمدية من الدروس الحسنية، وقال إن هذا التقليد هو أندلسي وانتقل إلى بلاد المغرب العربي، مبرزا الفروق الأساسية التي تميز كل واحدة وفي مقدمتها أن المغربية منسوبة للملك الراحل الحسن الثاني فيما الدروس المحمدية والتي تأتي متزامنة مع شهر رمضان منسوبة للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم. وأعلن الدكتور عن تنظيم الملتقى المغاربي الأول بمدينة عنابة غدا وبعد غد بحضور كل من تونس والمغرب، في حين أشار إلى تعذر مشاركة ليبيا بسبب الأوضاع الأمنية المتدهورة، مؤكدا حضور حوالي ألف شخص.