اعتبر الدكتور محمد بن بريكة المشارك في فعاليات ''الملتقى الوطني للطرق الصوفية والزوايا'' الذي تحتضنه أم البواقي، أن الجزائر تستحق أن تكون مركزا للطرق الصوفية في المغرب العربي، بالنظر إلى تاريخها وباعتبارها مهدا للعديد من هذه الطرق، الأمر الذي سيتم نقله للسلطات العليا من خلال المطالبة بإنشاء مركز مغاربي للطرق الصوفية وجعل مقره بالجزائر. كما دعا الدكتور في الكلمة التي ألقاها أمام المشاركين في الملتقى، إلى تفعيل دور الزوايا وتنشئة الأجيال الجديدة على التربية الدينية السليمة البعيدة عن مظاهر التطرف، وتشجيع الوسطية. وقدر الباحث عدد المنتسبين للطريقة التيجانية وحدها ب 350 مليون منتسب، ينتشرون عبر كافة أرجاء العالم، وهو ما يدعو، حسب المتحدث، جميع الطرقيين للافتخار بانتسابهم إلى الطرق الصوفية التي تعتبر من مجالس الذكر التي أوصى بها الرسول صلى الله عليه وسلم. وشدّد بن بريكة على الدور الفعّال لمثل هذه التظاهرات في التصدي للموجات المعادية للتصوف في الجزائر والتي تقودها مصادر خارجية، وصلت إلى حد تكفير المنتسبين للطرق واتهامهم بالضلالة، متناسين الدور الذي لعبته هذه الطرق والزوايا في تحرير الجزائر وفي بنائها بعد الاستقلال، حيث كان خريجو الزوايا أول من نشر العلم والثقافة في المجتمع الجزائري، كما أنها عملت دائما على الحفاظ على الوحدة الوطنية ونبذت الانشقاقات بمختلف أنواعها واتجاهاتها. ودعا بن بريكة، في الأخير، الجميع إلى المساهمة في إنشاء المجلس الأعلى للطرق الصوفية في الجزائر، لجمع كل الطرق والمذاهب وتوحيد الصفوف وتفعيل دورها.