دافع القيادي في حزب جبهة التحرير، عضو المكتب السياسي، العياشي دعدوعة من تمنراست في لقاء مع مناضلي الحزب، عن الإصلاحات التي أعلن عنها الرئيس بوتفليقة والجاري الإعداد لها، مؤكدا أن الأفلان مع فكرة التغيير الهاديء في إطار استمرارية الدولة، وليس مع أصحاب الطرح القائل بالانقلاب وإسقاط النظام، منتقدا دعاة مطلب المجلس التأسيسي، وقال إن الزمن عندهم توقف عند سنة 1962 ويريدون العودة بالبلاد إلى نقطة الصفر للتعويض عن خساراتهم وفشلهم. مبعوثتنا إلى تمنراست: سميرة. ب عرّج أمس الأول عضو المكتب السياسي المكلف بالتنظيم العياشي دعدوعة في مداخلة ألقاها أمام مناضلي الحزب وإطاراته بتمنراست وأعيان المنطقة، بمناسبة تنصيب مكتب المحافظة وتعيين محمود قمامة أمينا عاما للمحافظة، على جملة من القضايا السياسية والنظامية، وفي مقدمتها الحراك السياسي الذي تعرفه البلاد في الأشهر الأخيرة وما تشهده المنطقة العربية من أحداث منذ نهاية السنة الفارطة. ولم يفوت دعدوعة الفرصة دون الرد على الأصوات المعادية لمسار الإصلاحات الجاري التحضير له، منتقدا ما جاءت به من مطالب ومقترحات بدعوى إحداث التغيير في الجزائر، معتبرا هذا الطرح ليس تغييرا لأن التغيير هو ما أعلن عنه الرئيس بوتفليقة من حزمة إصلاحات تشمل عديد القوانين وعلى رأسها الدستور، بينما ما تنادي به هذه الأصوات ليس تغييرا وإنما يحمل معنى الانقلاب والثورة على مسيرة ما يقارب نصف قرن خطتها البلاد منذ الاستقلال. وانتقد المتحدث دعاة حل البرلمان، مشددا على أن البرلمان ممثلا في غرفتيه غير قابل للحل، لأن الغرفة الأولى لا تحل دستوريا وهي صمام الأمان للبلاد، بينما الغرفة الثانية التي يمكن حلّها لا توجد مبررات تستدعي حلّها، كما سخر دعدوعة من مطلب المجلس التأسيسي الذي تنادي به بعض الأصوات السياسية، مذكرا أن الجزائر وعقب الاستقلال مباشرة ذهبت إلى مجلس تأسيسي وإلى مجلس وطني سنة 1964، معتبرا أصحاب هذا الطرح يريدون مسح مسيرة نصف قرن كاملة خطتها البلاد منذ ذلك التغيير، وفي رأي المتحدث أن من دعاة هذا المطلب من لم يعد يعرف البلاد لأنه غادرها عقب الاستقلال وظل الزمن عنده متوقف عند تلك الحقبة، معتقدا أن الجزائر ما تزال متوقفة أيضا عند سنة 1962، في إشارة واضحة منه لزعيم الأفافاس، بينما يرى في بعض المتمسكين بمطلب المجلس التأسيسي للتعويض عن فشلهم طيلة الخمسين سنة المنقضية بعدما خذلهم الشعب في كل مناسبة انتخابية. وفي سياق ذي صلة، استغرب القيادي في الأفلان الأصوات الداعية إلى ضرورة سير الجزائر في فلك بعض الدول العربية أو ما يعرف أصبح يعرف بالربيع العربي، مبرزا أن الوضع في الجزائر يختلف عنه في تلك الدول وأن التغيير الذي تريد هذه الدول الذهاب إليه، الجزائر خاضته قبل 20 سنة، وأن البلاد اليوم بحاجة إلى تغيير هادئ من داخل مؤسسات الدولة لتعميق الممارسة الديمقراطية، وخلص إلى القول إن الشعب الجزائري مبدع ولم يكن يوما مقلدا. كما توقف المتحدث في كلمته عند أهم الانجازات التي حققتها البلاد خلال العشرية المنقضية، وكذا التحديات المنتظرة من جهة، والتهديدات التي تواجه البلاد من جهة أخرى بسبب الخطر القادم من حدودها الشرقية والجنوبية بسبب تزايد نشاطات الجماعات الإرهابية والإجرامية في منطقة الساحل على خلفية الوضع في ليبيا وما انجر عنه من عبور للسلاح وانتشاره في المنطقة. وبالنسبة للشأن الحزبي، تطرق عضو المكتب السياسي بإسهاب للوضعية النظامية للحزب العتيد، وما بادرت به القيادة تجسيدا لتوصيات وقرارات المؤتمر التاسع من إجراءات لإعادة تنظيم قواعد الحزب وهياكله لتجاوز مخلفات العشرين سنة الماضية من عمر الحزب والتي شابتها الفوضى، مشددا في تعليماته وتوجيهاته لمناضلي الحزب وإطاراته بالولاية على ضرورة الالتزام بالأجندة التي وضعتها القيادة للانتهاء من عملية تنظيم المناضلين في القواعد وتوزيع بطاقات الانخراط في أجلها تحسبا لما ينتظر الحزب في المرحلة المقبلة من استحقاقات سياسية مصيرية لتعزيز مكتسبات الحزب والحفاظ على مكانته كقوة سياسية أولى في البلاد. من جهته، تطرق أمين محافظة تمنراست، محمود قمامة في كلمته بالمناسبة، إلى وضعية الحزب في الولاية والتي يحوز فيها على الأغلبية في المجالس البلدية وفي المجلس الولائي، مستعرضا بالأرقام عدد المناضلين في القسمات العشرين لمحافظة تمنراست، واللقاءات والجمعيات العامة التي تعقدها هذه القسمات والمحافظة بانتظام رغم خصوصية الولاية لمساحتها الشاسعة والمسافات الطويلة بين البلديات والقرى وصعوبة التنقل بينها.