أكد المغرب على لسان وزيره للخارجية الطيب الفاسي الفهري على عزمه القوي الانضمام إلى مجلس التعاون الخليجي وإتمام ذلك بشكل تدريجي، وهو ما يتعارض بشكل كلي مع آخر تصريحات لنفس المسؤول الدبلوماسي الذي لمح إلى رفض الدعوة ب »لباقة« حسب ما تناقلته وسائل إعلام مغربية. صرح وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي الطيب الفاسي الفهري أن المملكة المغربية »عازمة بقوة« على الانضمام إلى مجلس التعاون الخليجي، مؤكدا في مقابلة مع صحيفة »الحياة« في طبعتها السعودية نشرت أمس على »ضرورة إتمام ذلك بشكل تدريجي«، وأوضح الدبلوماسي المغربي في نفس السياق أن »المغرب تجاوب مع الدعوة الخليجية بشكل إيجابي، ومن الضروري أن تتم بحسب رؤية تدريجية، آخذين في الاعتبار كل الاختيارات، وعزيمتنا قوية للدخول«، وقال الفهري قبيل مغادرته للعاصمة السعودية الرياض التي وصلها أول أمس الجمعة أن العملية تحتاج »إلى وقت، ولم تتحدد حتى الآن فترة زمنية للبدء في ذلك، كما أنها تحتاج إلى دراسة متينة وعميقة.. فالمغرب لديه مع دول المجلس الرؤية المشتركة ذاتها بالنسبة للتحديات التي تواجه العالم العربي«. ودعا وزير الخارجية المغربي إلى »حوار سياسي عميق واستراتيجي وتعاون اقتصادي ومالي عميق بين الخليج والمغرب، وربما هي خطوة ستتبعها خطوات أخرى.. نرى أن ما تم عبارة عن خطوة إستراتيجية موفقة«، ولم يفوت المسؤول الدبلوماسي المغربي الفرصة ليسجل مجددا وقوف الرباط ودعمها للأطروحات الخليجية ضد إيران، فرداً على سؤال عما إذا كانت إيران تشكل »عبئا« على أمن المنطقة، أجاب الفهري »لا شك في ذلك،.. لا نؤيد الحوار مع أي جار مهما كانت أهميته إذا لم يكن مشروطاً ومسبوقاً بعدم التدخل في الشؤون الداخلية«، وأكد الفاسي الفهري رداً على سؤال حول سياسة إيران في منطقة الخليج، »عبرنا عن تضامننا مع البحرين .. قطعنا العلاقات مع إيران منذ سنتين تقريباً، بعد محاولاتها للتدخل في شؤوننا، فالمغرب بلد موحد دينياً وشعبياً..«. والملاحظ أن الزيارة المفاجئة التي قام بها الفاسي الفهري إلى الرباط والتي حمل خلالها رسالة من محمد السادس إلى نظيره العاهل السعودي، تناولت العديد من القضايا التي تشغل العالم العربي، وفي مقدمة ذلك قضية الدعوة التي وجهها مجلس التعاون الخليجي للأردن والمغرب من أجل العضوية في المجلس، وكان بيان لوزارة الخارجية المغربية أكد أن »السلطات المغربية مستعدة لإجراء مشاورات من أجل تحديد إطار تعاون أمثل مع دول مجلس التعاون الخليجي«، لكن المغرب، حسب ما جاء في البيان، يكرر تمسكه الطبيعي وغير المعكوس بالمثال المغاربي وبناء اتحاد المغرب العربي الذي هو خيار استراتيجي أساسي للأمة المغاربية. وتأتي تصريحات الفاسي الفهري من الرياض مناقضة إلى حد كبير لتلك التي أدلى بها أمام أعضاء اللجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية بمجلس النّواب، وقال فيها بأنّ »المغرب ما يزال مهتما بالتّواصل مع مجلس التّعاون الخليجي، لكن مع الحفاظ على العلاقة التاريخية التي تربطه بالدّول المغاربية«، وأوضح أيضا أن إحياء اتحاد المغرب العربي يبقى على رأس الأولويات، إلاّ أنّ التعاون مع الخليج العربي لا يضرّ بالدّور الجيوسياسي الذّي يلعبه المغرب في المنطقة، علما أن أعضاء اللجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية، حسب ما تناقلته وسائل إعلام مغربية، شددوا على ضرورة الحفاظ على الدّور الطبيعي للمغرب في محيطه الجغرافي دون إغلاق الباب على أيّ مبادرة للتعاون المشترك مع الدّول الخليجية، وقد ذكّر بعض المتدخّلين خلال الاجتماع البرلماني في ملاحظاتهم بأنّ »شروط الخليجيين تكون عادة تعجيزية« مشيرين إلى رفض انضمام العراق واليمن إلى المجلس في وقت سابق، وهو ما دفع بالعديد من المراقبين حتى في المغرب إلى القول بأن الرباط رفضت الدعوة الخليجية بلباقة، خاصة في ظل رفض بعض الفعاليات السياسية في عدد من دول الخليج العربي لكما حصل داخل البرلمان الكويتي، توسيع المجلس إلى دول غير خليجية.