المغرب «الخليجي» يتحدث مجددا عن قرب فتح الحدود مع الجزائر قال وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري أن استئناف العلاقات على المستوى الوزاري بين المغرب والجزائر تم بوساطة من كريستوفر روس المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي المكلف بالصحراء. وأوضح أن الجزائر هي التي اختارت «هذه الطريقة التدريجية» بعد أن رفضت أن يتم عقد لقاء على مستوى القمة بين الملك محمد السادس والرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة. زعمت أوساط إعلامية مغربية، إن المغرب والجزائر «اقتربا من اتخاذ خطوة تهدف إلى فتح الحدود»، وأوضحت هذه المصادر أن الجانبين تجاوبا مع اقتراح قدمه كريستوفر روس المبعوث الأممي المكلف بنزاع الصحراء يقضي «بتطبيع كامل» للعلاقات بين المغرب والجزائر، مما سيساهم في تحقيق تقدم لتسوية نزاع الصحراء. وتأتي هذه التطورات قبل جولة جديدة من المحادثات بين المغرب وجبهة البوليساريو ستجرى الشهر المقبل في نيويورك، وهي مفاوضات لم تحقق تقدما يذكر حتى الآن. وقال الطيب الفاسي الفهري وزير الخارجية المغربي، الذي كان يتحدث الليلة قبل الماضية، أمام لجنة برلمانية، إن بلاده «تجاوبت بشكل إيجابي مع المبعوث الشخصي للأمين العام حول منهجية لتطبيع العلاقات بين المغرب والجزائر باعتبار ذلك عنصرا مهما ومساعدا للوصول إلى الحل النهائي والتوافقي لنزاع الصحراء». وكان الفاسي يتحدث بطريقة غير مباشرة حول موضوع الحدود المغلقة بين البلدين. وكانت زيارات وزارية متسارعة وغير مسبوقة بين البلدين، قد انطلقت مؤخرا على مستوى قطاعات الطاقة والفلاحة في مؤشر بدا للملاحظين أنه بداية تطبيع بين الجارين العدوين. وينتظر أن تتم قريبا زيارات أخرى على مستوى وزراء التعليم. وتناولت الأوساط الإعلامية المغربية، التصريحات التي صدرت عن مسؤولين جزائريين، للحديث على قرب فتح الحدود، وذكرت في هذا السياق تصريح وزير الدولة المبعوث الشخصي لرئيس الجمهورية، عبد العزيز بلخادم الذي قال إن الجزائر والمغرب «لا يمكنهما أن يديرا ظهريهما إلى بعضهما بعضا إلى الأبد». لكن بلخادم اشترط تحقيق تقدم في التعاون الاقتصادي بين البلدين، وأشار إلى مسألة تهريب المخدرات عبر الحدود من المغرب إلى الجزائر. وظلت الحدود بين البلدين مغلقة منذ صيف عام 1994. وكان وزير الخارجية مراد مدلسي قد عقد مع نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون في الثالث من الشهر الحالي مباحثات في واشنطن تطرقت إلى ملفات مغاربية، وصرحت كلينتون عقب تلك المحادثات بأنها بحثت مع مدلسي «التعاون في مجال الإرهاب وقضايا أمنية»، لكنها لم تتطرق في تصريحاتها إلى نزاع الصحراء. ويبدو أن المغرب الذي طلب الانضمام إلى مجلس التعاون الخليجي، يريد تحقيق مطلبه الأبدي بفتح الحدود دون الاستماع إلى الجزائر التي تطالب بتسوية الملفات العالقة بين البلدين أولا، كما أن المسؤولين المغاربة يبدون إصرارا على الربط بين العلاقات الثنائية وملف الصحراء الذي تكرر الجزائر أنه شأن أممي. كما أن وسائل الإعلام والأوساط السياسية المغربية تعطي تأويلات لتصريحات المسؤولين الجزائريين وتحاول في كل مرة أن تربطها بفتح الحدود الذي هو حلم مغربي ورغبة من جانب واحد مادامت المسائل العالقة عالقة. ويعكس الهوس المغربي بفتح الحدود المتزامن مع الرغبة في الانضمام إلى تكتل الممالك العربية التي تبعد بآلاف الأميال عن المغرب نوعا من التخبط والبحث عن حلول خارجية لمشاكل داخلية، فضلا عن «مساومة» من المستحيل أن ترضخ لها الجزائر التي وضعت شروطا واضحة لتطبيع العلاقات مع المملكة التي ستصبح «خليجية» قريبا مما يبعد المسافة بين البلدين ويجعل فتح الحدود غير ممكن من الناحية الجغرافية.