عبّر عديد من المتعاملين في القطاع السياحي بولاية تمنراست عن تخوفهم من موسم سياحي أبيض آخر السنة المقبلة إن لم تعلن السلطات الوصية في القريب العاجل وقبل نهاية شهر جوان المقبل عن إعادة فتح المواقع السياحية التي أغلقت السنة الماضية والتي كلفت ال84 وكالة سياحية تنشط في تمنراست خسائر فادحة تقدر بملايير الدينارات. لم يخف عديد من أصحاب الوكالات السياحية التي تنشط في ولاية تمنراست تذمرهم من الوضع السياحي في الولاية خلال الموسم الفارط والذي كان عبارة عن سنة بيضاء بالنسبة لكل الوكالات دون استثناء بسبب مقاطعة السياح الأجانب للوجهة بعد قرار السلطات غلق عدة مواقع سياحية السنة الماضية في الطاسيلي والأهغار والتي تعد الوجهة المفضلة للأوربيين، بسبب عمليات اختطاف بعض الرعايا الأوروبيين قرب الحدود الجزائرية النيجرية. وحسب ايدابير لحسن مدير الوكالة السياحية »اولاون تور« التي تنشط في المجال السياحي منذ 23 سنة، فإن جمعية الوكالات السياحية عقدت عدة لقاءات مع السلطات بحثا عن مخرج للوضع الحالي والذي كلّف الوكالات السياحية خلال الموسم المنقضي خسائر كبيرة، إلا أن هذه اللقاءات لم تسفر إلا عن وعود لم ير منها المتعاملون لحد الآن أي قرار ملموس، وقال إن عدم الإعلان بشكل عاجل عن قرارات لإعادة فتح المواقع السياحية المغلقة وهي الطاسيلي والأهغار والممر العابر بين جانيت وتمنراست، قبل نهاية شهر جوان، سيكلف الوكالات السياحية سنة بيضاء أخرى، لأن المواقع الآنفة الذكر هي الأكثر استقطابا للسياح الأجانب، كما اعتبر الوضع في تونس وكذا في المغرب فرصة مناسبة لا يفترض تفويتها للترويج للجزائر كوجهة سياحية بديلة، تماما كما استفادت الدول المجاورة خلال سنوات التسعينات من الوضع الأمني المتدهور آنذاك في الجزائر لتعزيز مكانتها السياحية. ويقدر محدثنا خسائر وكالته بأثر من 2 مليار سنتيم خلال الموسم الفارط وأن استمرار الوضع على ما هو عليه لموسم آخر يضع آلاف مناصب الشغل في القطاع السياحي في دائرة الخطر، مقدرا عدد مناصب الشغل التي توفرها الوكالات السياحية ال84 التي تنشط في الولاية ب6000 منصب شغل على الأقل، ومن بين الخسائر التي تكبدها محدثنا جراء قرار غلق المواقع السياحية الآنفة الذكر، التعويض المالي الذي اضطر لدفعه لفوج سياحي قام بعد عودته إلى فرنسا بمتابعة الوكالة قضائيا لأنها لم تتمكن من الالتزام بالبرنامج الذي كان مسطرا والذي يتضمن زيارة أحد المواقع التي بادرت السلطات المسؤولة بغلقها. وردا على سؤال يتعلق بالتحذيرات التي أصدرتها وزارات الخارجية لعدد من الدول الأوروبية ومنها فرنسا وبريطانيا لمواطنيها بعدم السفر إلى الوجهة الجزائرية ولا سيما منطقة الصحراء بسبب الوضع الأمني في منطقة الساحل، أوضح محدثنا أنها لا تكتسي أية أهمية لأنها كانت موجودة في الماضي ومع ذلك فإن الجزائر ظلت وجهة مفضلة للسياح عشاق الصحراء والمغامرة، مشيرا إلى أن الأهم هو إعادة فتح المواقع التي أغلقت أما استقطاب السياح هي مسؤولية الوكالات السياحية، منتقدا التحجج بالوضع الأمني لغلق هذه المواقع لأن الأجهزة الأمنية في الجزائر من وجهة نظره قادرة على تأمين هذه المواقع ولديها الإمكانيات الضرورية لتوفير الأمن والحماية للأفواج السياحية. وعن التدابير الاستعجالية التي يطالب بها المتعاملون في قطاع السياحة بتمنراست فهي فضلا عن إعادة فتح المواقع السياحية المغلقة، مسح الديون المتراكمة على عاتق الوكالات السياحية ومنحهم قروضا دون فوائد لتجديد حظيرة السيارات الرباعية الدفع وفتح خطوط طيران مباشرة من تمنراست إلى العواصم الأوروبية بدلا من المرور عبر العاصمة، إلى جانب الترويج للوجهة الجزائرية في اللقاءات الدولية، ولم يخف محدثنا استحسانه للإستراتيجية المتبعة من قبل وزير السياحة للنهوض بالقطاع إلا أن الأمر يحتاج جهودا إضافية لا سيما في مجال تشجيع السياحة الداخلية.