شهدت منطقة جانت بولاية إيليزي بأقصى الجنوب الشرقي للوطن خلال أعياد رأس السنة الجديدة تدفق موجة من السياح على هذه المنطقة من الطاسيلي ناجر، حيث قدم السياح الجزائريون والأجانب إلى المنطقة جوا عن طريق المطار الدولي "تيسكا" بجانت وبرا انطلاقا من ولاية تمنراست المجاورة عبر بلدية برج الحواس. وأشار مدير السياحة الى أن السياح الأجانب لاسيما منهم الأوروبيين والآسيويين قدموا إلى تمنراست وكان في استقبالهم المرشدون على مستوى المواقع الأثرية والسياحية بتادرارت وتيمرزوقة وايسانديلين وتامريت وعرق أدمر وهضاب الطاسيلي. وسجلت مديرية السياحة بإيليزي توافد أكثر من 3.000 سائح أجنبي، حيث أن أغلبيتهم من الأوروبيين الذين حلوا بالطاسيلي للاحتفال برأس السنة الميلادية الجديدة في أجواء احتفالية بهيجة والتي صنعتها فرق فنية موسيقية وفولكلورية من مدينة جانت. وتكمن أهمية تفضيل الوجهة الجزائرية عن غيرها خصوصا بالجنوب الكبير في المساعدة على إعطاء دفع للسياحة بالمنطقة وإنعاش النشاطات التجارية مثلما هو ملاحظ حاليا أمام المحلات التجارية ودكاكين بيع منتوجات الصناعة التقليدية ومحطات الخدمات ووكالات الأسفار. وعبّر العديد من مسؤولي وكالة الأسفار والمتعاملون عن "ارتياحهم" الكبير لانتعاش السياحة بهذه الجهة من الجنوب الكبير. ومن جهته شهد قطاع الصناعات التقليدية انتعاشا قويا بالنظر إلى تهافت السياح على المنتوج المحلي للاحتفاظ به كذكرى من الجنوب الجزائري وخاصة من منطقة الطاسيلي ناجر. وأكد السيد عبد القادر تادرارت الذي يملك قرية سياحية بمدينة جانت أن "عودة الاهتمام بالمجال السياحي بمنطقة الطاسيلي ناجر والرحلات الجوية المستمرة باتجاه هذه المنطقة منذ بداية ديسمبر المنقضي يعد دليلا على مدى التحسن الذي طرأ على الجهود المبذولة من طرف السلطات العمومية لإعادة البريق إلى المنتوج السياحي الصحراوي". وأوضح مدير القطاع بولاية إيليزي أن "السياحة عرفت في هذا الموسم وثبة جديدة بعد الاتفاقية المبرمة بين وكالات الأسفار ومديرية السياحة قصد المساهمة في تنمية وتطوير المنتوج السياحي المحلي". وأضاف المسؤول أن "القطاع يراهن على مساهمة متعاملي الأسفار في مجال تنمية السياحة الصحراوية من خلال التكفل الجيد بضيوف الولاية والاستغلال الأمثل للقدرات السياحية التي تتوفر عليها المنطقة". ومن بين 37 وكالة أسفار التي تنشط بالولاية فإن المتعاملين من أصحاب الوكالات التي تستقبل قرابة الألف سائح قد أبدوا عزمهم على ترقية السياحة الصحراوية من خلال ضمان تكفل أفضل بالسياح الأجانب وتجنيد إضافة إلى وسائل النقل (سيارات صالحة لكل الميادين والمهاري) مرشدين ومرافقين مكلفين بتحسين نوعية ظروف الإقامة لضيوفهم. وأشار مرشد وكالة تادرارت بجانت الذي يرافق مجموع من الجامعيين والباحثين الذين قدموا من الجزائر العاصمة أن "معظم السياح اختاروا ركوب الجمال لزيارة المواقع والمعالم السياحية لكل ديدار وايسانديلين وتادرارت وعرق أدمر في منطقة جانت". وتزخر منطقة جانت بالعديد من المواقع والمعالم السياحية التي تتشكل من المناظر الساحرة والنقوش والرسومات الصخرية وغيرها من المعالم الأثرية الأخرى التي تعود إلى آلاف السنين. (وأ )