رفض وزير الأشغال العمومية، عمر غول، الكشف عن التسعيرة التي ستطبقها مصالحه على السائقين مقابل استغلال الطريق السيار »شرق-غرب«، كما لم تفادى الخوض كذلك في تاريخ بداية العمل بهذه الصيغة، مكتفيا بالإشارة إلى أن هذا الملف »من صلاحيات الدولة الجزائرية« وهو حاليا على طاولة الحكومة. التزم وزير الأشغال العمومية بتسليم الطريق السيار »شرق-غرب« كليا في آجاله المحدّدة وهي شهر نوفمبر المقبل، مؤكدا أنه تم حتى الآن الانتهاء من إنجاز 93 بالمائة مما يُعرف ب »مشروع القرن«، حيث تبقى فقط استكمال إنجاز أنفاق »بوزقزة« ببومرداس الرابط بالأخضرية إضافة إلى الجزء الشرقي انطلاقا من قسنطينية وصولا إلى الطارف، وطمأن بأنه يتابع الأشغال بشكل يومي. ورغم أن الاتفاق حصل على تسليم المشروع نهائيا في جويلية 2010 إلا أن عمر غول لا يزال يصرّ بأن قطاعه »حقق إنجازا كبيرا« من حيث تقدّم الأشغال، مبرّرا ذلك بمرور الطريق السيار على 75 بالمائة مما أسماه من »تضاريس التحدي«، مذكرا في سياق حديثه بوجود 16 نفقا و3 آلاف جسر على طول 1720 كلم من المشروع، فيما لم يُحدّد آجالا بعينها للشروع في تطبيق نظام دفع التسعيرة »هذا الملف متواجد على مستوى الحكومة وهي المخوّلة للفصل فيه«. وفي هذا الموضوع كشف الوزير في جلسة الأسئلة الشفوية المنعقدة أمس الأول بمجلس الأمة، أنه تمت برمجة 55 محطة تسديد ودفع على طول مسافة الطريق السيار، إلى جانب 76 محطة راحة إضافة إلى 22 محطة أخرى للصيانة مع تعيين 16 موقعا ستتمركز فيه مصالح الدرك الوطني وأعوان الحماية المدنية، مشيرا إلى أنها مواقع مؤقتة أسندت مهمة إنجازها إلى شركة عمومية متخصصة في البناء الجاهز، وهي المواقف التي ستكون جاهزة خلال 5 أشهر. أما بشأن 42 محطة للخدمات التي كلفت وزارة الأشغال اللعمومية شركة »نفطال« بإنجازها، فقد أفاد غول بأن 14 محطة التي منحتها الحكومة الأولوية ستكون عملية خلال الصيف المقبل، أما البقية وهي 28 محطة فقد انطلقت أشغال إنجاز ثلاثة منها على أن تنتهي الأشغال في جميعها خلال السداسي الأول من العام المقبل بحسب تقارير »نفطال« بعد أن تمّ تحديد مواقع الإنجاز واستكمال إجراءات التعويض عن الملكية. وإجابة على سؤال شفوي آخر اعتبر عمر غول أن الطريق العابر للصحراء يشكل أهمية إستراتيجية وأمنية وحتى اقتصادية للجزائر التي تقدّر حصتها من إنجازه ب 200 مليار دينار، ومن إجمالي 9 آلاف كلم أعلن أنه تم إنجاز 7200 كلم »وهي طريق معبدة بالمواصفاة الطرق الوطنية«، أي أنها ليست مزدوجة، مؤكدا أن الجزائر أنجزت 3 آلاف و5 كلم من إجمالي 3400 كلم من حصتها على أن يتم الانتهاء من المشروع كليا في 2015. وعلى صعيد آخر تحدّث عمر غول عن مشروع طريق سيار يربط ولاية جيجل بسطيف على مسافة 100 كلم، لتسهيل نقل البضائع من ميناء »جن جن« إلى الطريق العابر للصحراء. وفي انتظار انطلاق الأشغال خلال السداسي الأول من العام القادم التي ستدوم حوالي 36 شهرا، فإن المتحدث أورد أن الدراسات التقنية جاهزة ثم ستستكمل بدراسات تفصيلية لوجود اختلاف في عدد الجسور التي ستنجز وكذا صعوبة التضاريس الجغرافية.