أوضح السيد عمار غول وزير الأشغال العمومية أول أمس أن عملية تجهيز الأنفاق الأربعة التي يتشكل منها شطر الطريق السيار الرابط بين بومرداس والاخصرية عبر جبل بوزقزة تعتبر عملية معقدة تتوجب مراعاة كل المعايير الأمنية الدقيقة، مشيرا بالتالي إلى أن هذه الأخيرة لن تنتهي قبل شهرين ونصف، فيما أكد بأن استكمال ال7 بالمائة، مما تبقى من المشروع عبر شطره الشرقي ستستكمل مع نهاية العام الجاري. وأكد الوزير في رده على سؤال أحد أعضاء مجلس الأمة حول مستوى تقدم مشروع الطريق السيار شرق-غرب، أن 93 بالمائة من الأشغال الخاصة بالمشروع انتهت بشكل شبه تام، وهي تشمل كل الشطر الممتد من الحدود الجزائرية-المغربية إلى غاية جبل الوحش بقسنطينة، مشيرا إلى أن هذا الشطر تم استكماله قبل الآجال التعاقدية، رغم ما يضمه من تعقيدات وصعوبات جيوتقنية، أما ال7 بالمائة مما تبقى من المشروع فأوضح الوزير بأن تأخرها مرتبط بثلاثة عوامل رئيسية، منها صعوبة أشغال انجاز الأنفاق بسبب هشاشة الأرضية التي تستلزم العمل بتأنٍّ بدلا من تسريع الوتيرة، حرصا على تفادي الانهيارات، أما العامل الثاني والمرتبط أساسا بالجزء الممتد من منطقة ''بوزيان'' بسكيكدة إلى عنابة، فهي منطقة انزلاقات تستدعي معالجة تقنية ذكية للأرضيات لتمتينها، في حين يتميز الجزء الثالث من الشطر الشرقي والممتد عبر ولاية الطارف على مسافة 30 كلم، بتشبع الأرضية بالمياه والتي أجبرت الخبراء والشركات المكلفة بالانجاز على الاستعانة بالغواصين للحفر في عمق 20 مترا ثم تفريغ الإسمنت من اجل تقوية الأرضية التي تشكل الأساس بالنسبة للطريق. واستنادا إلى كل هذه المعطيات، أكد الوزير أن أشغال تجهيز أنفاق ''بوزقزة'' بالأخضرية تنتهي بعد شهرين ونصف من الآن، فيما يرتقب التسليم النهائي لمشروع الطريق السيار شرق-غرب الممتد في محوره الرئيسي على مسافة 1216 كلم، بينما يفوق طوله الإجمالي 1700 كلم في شهر نوفمبر المقبل، مذكرا بالمناسبة بأن شركات الإنجاز ستتحمل عقوبات صارمة عن كل يوم تأخير بعد انقضاء هذه الآجال. كما أشار إلى أن 14 محطة من بين 42 محطة خدمات تشرف مؤسسة ''نفطال'' على تهيئة على طول مسار الطريق السيار سيتم تسليمها خلال الصائفة القادمة. من جانب آخر وفي رده على سؤال حول مستوى تقدم العمليات المتصلة بمشروع الطريق السيار للهضاب العليا، كشف السيد غول ان أشغال انجاز هذا المشروع ستنطلق على مرحلتين، حيث يرتقب الشروع في انجاز كل المحور الرابط بين الحدود التونسية وولاية تيارت في السداسي الأول من السنة المقبلة، بينما تنطلق أشغال الشطر الرابط بين تيارت و''العريشة'' على الحدود الغربية في السداسي الثاني من نفس السنة. وأشار الوزير في هذا الإطار إلى ان هذا المشروع الذي سينشئ فضاء تنمويا هاما، يوجد حاليا في مرحة الدراسات التفصيلية بعد استكمال دراسات الجدوى والدراسات العامة، مذكرا بأن مشروع هذا الطريق الذي سيفك العزلة عن مناطق الهضاب العليا والذي يمتد من ولايتي تلمسان إلى تبسة ويعبر نحو 20 ولاية، سيتم انجازه من قبل مؤسسات وطنية عمومية وخاصة. وأكد في نفس السياق بأن كل الدراسات التفصيلية الخاصة بهذا المشروع والتي تشرف عليها مكاتب دراسات وطنية وكورية ستنتهي في ديسمبر من العام الجاري، مشيرا إلى ان الآجال المحددة لانجاز كل هذا الطريق الذي يمتد على مسافة إجمالية تصل إلى 1800 كلم باحتساب المحولات والمنشآت الفنية لن تتجاوز 36 شهرا.