أعلن قائد القيادة الجهوية الرابعة للدرك الوطني محمد الطاهر عثماني أمس، بقاعة المحاضرات الكبرى بجامعة بسكرة، عن انطلاق فعاليات الملتقى الخامس حول »فهم العنف وآليات معالجته« المنظم من طرف رئاسة الجامعة ومخبر التغير الاجتماعي والمسألة التربوية في الجزائر بالتنسيق مع الدرك الوطني وبحضور أساتذة ومختصين في علم النفس وأئمة. ركز العقيد الدكتور بركاني مكلف بالدراسات والتلخيص بديوان قائد الدرك الوطني مختص في علم الإجرام في محاضرة بعنوان »ظاهرة العنف بالجزائر أسبابها وكيفية التصدي لها« على كيفية مواجهة الإرهاب والعنف وأسباب العنف في الجزائر، متطرقا إلى العوامل التي أججته في الجزائر. وأكد أن الجزائر ليست بمعزل عن العالم ولا بعيدة عن هذه الظاهرة الخطيرة، فقد شهدت الساحة الجزائرية خلال الأشهر الماضية موجة من الاحتجاجات ثم انتشرت في معظم المدن بحيث اعتنقت عقيدة العنف كأسلوب يومي في التعامل مع السلطة. ويعزى ذالك حسب العقيد بركاني إلى جملة من المتغيرات التي أثرت سلبا على طبيعة الحياة في المجتمع الجزائري، وقد مست الظاهرة جوانب مختلفة منها وأدى ذلك إلى تغيير بعض أنماط السلوك الاجتماعي والأفكار في الشارع الجزائري وبرزت ظواهر تفشت وانتشرت عبر المدن. وأضاف المتحدث أن السلطة العليا في البلاد لم تقف متفرجة بل انتهجت سياسة أمنية رشيدة كفيلة بتحقيق الأمن ومواجهة الظاهرة بحزم ومهنية راقية، باعتبار أن الأجهزة الأمنية باتت واعية بالمسؤوليات وتنجز مهامها بما يمليها العمل المحترف. ويناقش المختصون على مدار يومين إشكالية ظاهرة العنف التي تحتل صدارة الدراسات العلمية بالنسبة للباحثين المهتمين بالظواهر التي تدخل ضمن ميدان البحوث الاجتماعية والإنسانية والقانونية والسياسية والأمنية، نتيجة لما تخلفه من آثار بالغة داخل المجتمعات من جهة، ونظرا للديمومة التي تتميز بها وسرعة انتشارها واكتمالها كظاهرة اجتماعية من جهة أخرى. ورغم أن المجتمع الجزائري حسب بلقاسم سلاطنية رئيس جامعة بسكرة، لم يخل قبلا من أشكال العنف، إلا أن الحالة التي عاشتها الجزائر زادت من تفاقم الظاهرة، حيث زادت نسب العنف وتنوعت مظاهره مما انعكس سلبا على البنية المجتمعية، وهي المشاكل التي أصبحت تواجه مؤسسات الدولة والمجتمع على حد سواء. ويأتي الملتقى حسب برقوق عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية كشكل من أشكال البحث الأكاديمي، لرأب الصدع ومد جسور التعاون بين الجامعة ومؤسسات المجتمع عبر اختزال مناشط الحياة اليومية ومختلف الأفعال الاجتماعية ذات الطابع العنيف في تعابير مجردة، هي بمثابة تعبير أكاديمي عن واقع فعلي كما قال.